الاثنين، 3 نوفمبر 2008

الرحلة التنشيطية للاتحاد

الإتحاد الإسلامي للطلاب الإرتريين ينفذ رحلة تنشيطية
تقرير إخباري :-
إعداد :- عبد الإله الشيخ
02/11/2008م
أقام الإتحاد الإسلامي للطلاب الإرتريين بالتنسيق مع شعبة العمال ،والإتحاد الإسلامي للمرأة الإرترية ، رحلة تنشيطية ، بمناسبة ذكرى فقيد الأمة الراحل الشيخ / محمد إسماعيل عبده (أبو نوال ) ، رئيس مجلس شورى الحزب الإسلامي الإرتري للعدالة والتنمية
تحت شعار :- (فلنمضي على ذات الدرب طاعة لربنا ووفاءاً بعهدنا)

شهدها حشد غفير من جماهير الحزب الإسلامي الإرتري للعدالة والتنمية بكل قطاعاتها ـــ قيادة تنفيذية ، وتشريعية ، وكوادر وسيطة ـــ وبكافة فئاتها المختلفة (العمال – الطلاب – المرأة – الناشئة ) ، الذين تدافعت جموعهم منذ الصباح الباكر صوب موقع الرحلة ، وذلك في يوم السبت الفاتح من نوفمبر2008م ، وقد كان ضيف شرف الرحلة الشيخ / خليل محمد عامر الأمين العام للحزب والشيخ / حامد صالح تركي المستشار السياسي للأمين العام ورفيق درب الفقيد ، وافتتحت برامج الرحلة بتلاوة آيات من الذكر الحكيم ، ثم كلمة اللجنة المنظمة قدمها رئيس شعبة العمال الأستاذ/ محمد إدريس محمد رحب فيها بالحضور ، وشكر لهم تلبيتهم الدعوة ، وترحم على الفقيد العزيز ، وذكر طرفاً من سيرته ، وأكد على أن موت الشيخ ستكون دافعاً للسير في دربه ، وتجديداً للعهد ، كما كانت حياته وقفاً لهذه الدعوة دون تراجع أو تردد .

ثم كانت المحاضرة الأولى التي قدمها الدكتور / حامد محمد عضو مجلس شورى الحزب والتي كانت بعنوان :- {القدوة الصالحة ودورها في العمل الإسلامي الشيخ أبو نوال نموذجاً } وقد تحدث عن مآثر الشيخ ومناقبه ، فأفاض في سيرته العطرة وأجاد ، وتحدث عنه حديث العارف له ــــ وقد علا نبرة صوته التأثر وكسى الحزن وجهه ، والدموع تسيل على خديه ـــ فذكر تاريخه وهو فتى في ريعان الشباب يلتزم الإسلام منهجاً في صفوف شباب الرابطة الإسلامية قبل أن يهاجر إلى مصر، ثم يرتبط بحركة الأخوان المسلمين ويتشرب العمل الجماعي المنظم في مصر ويترجم ذلك عند التحاقه بجبهة التحرير الإرترية التي تبوأ بها ارفع المناصب ، ويجهر بالدعوة وينادي بالإصلاح دون رهبة من بطش الطغيان أو خشية من سطوة الإلحاد عندما تنكبت الجبهة الصراط وحادت عن المسيرة التي كانت عليها ، وتعرض للأذى في سجون حزب العمل فخرج منها وهو أصلب عوداً ، وأكثر مضاءاً وتمسكاً وأنشأ مع أخوانه وأبنائه منظمة الرواد المسلمين رغم عنت السجون وقلة ذات اليد وقلت النصير، ثم عمل لجمع صف المسلمين وحرص على وحدة الكلمة ، وصمد حين تزلزل غيره فلم يبدل ولم ينكث البيعة ، وثبت على المبدأ، وأرسى مع أخوانه بناء تنظيم رائد في الساحة الإرترية ، ومضى على الطريق الذي اختاره دون أن تصرفه بهارج الدنيا وصغائر الأمور عن هموم دعوته التي آمن بها وعمل لها وسخر حياته لدينه ، وشغله هم أمته عن همومه الخاصة فلم يكنز مالاً ولم يجمع ثروة وربى أبنائه تربية صالحة . ثم تناول علمه وفقهه ومنهجه في الدعوة ، وتعهده لنفسه والعمل على مجاهدتها وإصلاحها ، وتربيته للأجيال ، وسرد جزءاً من نضاله وجهاده ، وورعه وزهده في الحياة وثباته على المبدأ وصبره وجلده دون أن يعتريه ضعف أو تنال منه المحن التي تعرض لها خلال مسيرته الممتدة ، وحض الدكتور / حامد جماهير الحزب الإسلامي وتلاميذ الشيخ على الالتزام بالإسلام عقيدة وشريعة سلوكاً وعبادة ، كما فعل الشيخ رحمه الله ، والتمسك بجمر القضية ، والحفاظ على العهد ، والتأسي بسلف الأمة الصالح والسير على النهج الذي مضى الشيخ وهو متمسك به .
ثم قدم الأستاذ / إدريس محمود الداعية البارز واحد قادة العمل الدعوي بالحزب المحاضرة الثانية وكانت بعنوان :- {وقفات مع الشيخ المربي أبو نوال } وأستهل حديثه باستعراض موجز لنشأة العمل الإسلامي في إرتريا وأورد لفيفاً من جيل التأسيس و رموز الحركة الإسلامية في إرتريا من رفاق درب الشيخ / أبي نوال الذين مضوا في هذا السبيل بعد أرسوا دعائم العمل وأسهموا في المسيرة القاصدة وذكر نماذج من أعمال أولئك الأخيار الشيخ / صالح حامد أبوهوا، والشيخ / محمد عمر الحاج والشيخ / يوسف التوم فرج ، والشيخ / محمد عمر المفتي ، وذكر أنهم رغم رحيلهم عن هذه الفانية إلا أن ذكراهم لا تزال باقية تتجدد فينا وأرواحهم تسري بيننا لما قدموه رحمهم الله من عطاء في سبيل الدعوة (لأن ما كان لله دام واتصل وما كان لغيره أنقطع وانفصل )، ثم تناول قبسات من سجل الشيخ الحافل بالعطاء ، والذاخر بالمآثر وجلائل الأعمال ، وأورد مشاهد من حياة الرجل الأمة الذي جاهد وصابر وصمد في أحلك الظروف وأصعب اللحظات ، وبذل في سبيل دينه وأمته كل غال ونفيس ، دون أن يتهيب المواقف أو يتواني في فعل الطاعات والقربات ، وعرض جملة من صفاته وطيب خصاله ، وروى عدداً من مواقفه المشرفة في مختلف المجالات ، وقد شد الحضور بسرده المميز وأسلوبه السلس لحياة الشيخ ومناقبه في كل مراحله ، واستعرض سيرته في حله وترحاله ـــ إذ أنه قد ارتبط بالشيخ لفترة طويلة ورافقه ردحاً من الزمن حيث عملا سوياً بمكتب العلاقات الخارجية في عهد حركة الجهاد الموحدة وبعد الانشقاق ـــ وقد تحدث عنه حديث العارف اللصيق وألجمته العبرة ، وترقرقت عيناه بالدموع فبكى وأبكى ، وختم حديثه بقوله (إن القلب ليحزن والعين لتدمع وإنا لفراقك يا أبا نوال لمحزونون ولا نقول إلا ما يرضي ربنا فإنا لله وإنا إليه راجعون ) ، وابتهل إلى الله بالدعاء سائلاً الله له الرحمة والقبول ولأبنائه ومحبيه وأسرته بالصبر وحسن العزاء .
هذا وقد تخللت برامج الرحلة عدد من قصائد الرثاء باللغة العربية والتجري ، تعدد مآثر الفقيد الراحل ، وتتناول مناقبه ، وتبرز مكانته ، فنالت استحسان الحضور وتجاوبهم . و كان ختام برامج الرحلة ، كلمة ضافية ، من الشيخ / خليل محمد عامر، الأمين العام للحزب الإسلامي الإرتري للعدالة والتنمية ، أشاد خلالها بالقائمين على أمر الرحلة ، وشكر الحضور ، وأثنى على البرنامج ، وسرد جانباً من مجاهدات الشيخ ، وحض على السير في دربه ، والموت على السبيل الذي مضى فيه ، وأكد على أن موت الصالحين وذوي العزائم والعظماء وأصحاب الرسالات في هذه الأمة تبعث دوما الروح في الدعوة ، وكما كانت حياة الشيخ دفعاً للدعوة وخيراً وبركة لهذا العمل فإن موته بإذن الله رغم عظم الفقد ستكون تجديداً للعهود ، ووفاءاً للبيعة التي على أعناقنا، والمواثيق التي التزمنا بها ، ووفاءاً لدماء شهدائنا الأبرار، ورموز دعوتنا الذين سبقونا في هذا الطريق ، وسيدفع ذلك بهذا العمل إلى الأمام بإذن الله ، حتى تتحقق الأهداف ، والغايات المنشودة ، ويبلغ الأمر مداه إن شاء الله ، وأن طريق الدعوة جهاد متواصل ، وعمل دؤوب،وصبر ومصابرة،ورباط وتقوى ، حتى يهدينا الله سبله ، ويعز ديننا ، ويمكن لنا في الأرض،(والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين)،( كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز )،(إنا لننصر رسلنا والذين لآمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد) .
@@@@@@@@@@@@@@@@@
شعبة الخرطوم وصايا من كبار... وعهود من صغار
ثلاث منظمات جماهيرية للحزب الإسلامي الإرتري قامت برحلة تنشيطية بالخرطوم، في يوم السبت 1/11/2008م وذلك تحت شعار:
فالنمضي على الدرب طاعة لربنا ووفاءً لعهدنا


إعلام الشعبة
2008/11/3

في الصباح الباكر وقبل أن تُخلي ندى أغصان الشاطئ وريقاتها، تقاطرت أفواج من الطلاب والعمال وأمانة المرأة في حافلات من مختلف أحياء الخرطوم وما أحلى لقاءات الأخوة من روابط العقيدة ، وعلى مرأى ومسمع من الطبيعية، أشجارًا وماءاً.
بدأ برنامج الرحلة بعد التلاوة، بمحاضرة للدكتور/ حامد محمد إدريس والتي بدأها بذكرياته النابعة من تلك الطبيعة التي تشابه كثيرا الطبيعة التي نشأ عليها في الصغر، وقد صَعُب عليه الحديثُ أول الأمر من الحزن، وقد تداعى له كثيرين حزن ودموعا، ، وكانت كلمته تتركز في المحافظة على أعمال عظمائنا من الرعيل الأول، ومنهم الشيخ أبو نوال، فكم بذلوا من مجهودات ونضالات جبارة، هي ِسر بقاء هويتنا حتى الآن رغم المآمرات الكبرى التي مرت ومازالت تمارس في أوطاننا لمحوي كل كياننا، وأضاف أن أي أمة يبدأ محوها بمحو لغة دينها التي تحفظ لها ماضيها ومستقبلها، وضرب أمثلة حية جُربت في ثقافات أمم لمحوهم من الوجود، كما حصل في الجمهوريات الإسلامية في الاتحاد السوفيتي السابق، حيث استهدفوا في دينهم بإبعادهم عن العربية لغة القرآن ، وكذلك تركيا حتى وصلت مرحلة الأذان بالعُجمة، وغير بعيد منا الصومال وجيبوتي قد كتبت لغتهما باللاتينية، لإبعادهما عن العربية لتقطع صلتهما بأصولهما، ونفس السياسة تُمارس في إرتريا بتطوير اللغات المحلية من عهود غابرة (كتابة التقري من خلال التبشيريين السويديين) وما تقوم به حكومة (العدالة وزرع الأمية) فقال: لولا الرعيل الأول لمُحينا ومُحيت حضارتنا، وطالب الجيل القادم للمحافظة على إرثْ الرعيل والعض عليه بالنواجذ.
ثم تحدث عن أنواع الناس وجعل أن عقلائهم وكرامهم هم الذين يعرفون أهدافهم التي خُلقوا من أجلها وحذر أن الدعوة لا تعني فقط الجانب التعبدي ولكن الإسلام هو المعاملة، ورضا الناس من رضا الرب.
وجاءا أحد المعقبين وذكر أن ما تقوم به عصابات الجبهة الشعبية من مسح الهوية عبر برنامجها (لغة الأم) ومشرعها الكبير القوميات (فرق تسد) .... وقال إنها سياسة يائسة قد أتبعها هيلي سلاسي حين جمع كل طوائف المسيحيين وقال لهم: أنا قائدكم، أنا مفوض من الله، هيلي سلاسي كما تفيد بذلك معنى اسمه (قوة الثالوث)..وأمرهم بمحاربة الثقافة الإسلامية والعربية، ولكن بقى الإسلام وثقافته وذهب هلي سلاسي وتلاه منجستو ولم يكن أفورقي أقوى منهما لولا مساندة بعض جهالنا وتفرقنا.
جاء من بعده الشيخ إدريس خليفة وترحم على الفقيد ومن سبقه من الرعيل ذكر منهم مجموعة كبيرة من كانوا يوما نبراسا لنا في جبهة من جبهات العمل العام وقال إن الناس ثلاث: واحد يعمل في كل الأوقات بوجود من يرأسه أو يكبره في البيت أو بعدم وجوده ، والثاني يعمل عندما تحول عليه المسؤولية من قائده أو كبير أسرته، والثالث كلاً، لا يعمل في كل الأحوال... وتمنى أن نكون الثاني إذا لم نستطع أن نكون الأول.
وجاء أخيرا دور الأمين العام الشيخ/ خليل محمد عامر، فقد تحدث عن مناقب الشيخ أبو نوال وشخصيته الفذة وقوة إرادته، ذاكراً صُموده رغم ألوانٍ من العذاب التي تعرض لها ، وإنه ما كان يعيش لنفسه ولا لأهله ، ولهذا شاركنا كل المجتمع عزاءًا وحزناَ، لكننا سنظل نعيش عيْشته حتى نلقى مِيتته، وهكذا قِطار الدعوة :هذا يُولد ويلتحق بالقطار وهذا يموت وآخر قد ينتكس، لكن قطار الدعوة سيظل يمضي، وقد ذكر تفاصيل دقيقة عن حياة الشيخ المجاهد تكشف جدية هذا الرجل وسموه، وتحدث عن التحديات الكبيرة التي تواجه المجتمع الإرتري في ظل حكومة تبيد شعبها أمام العالم.
حقا إنها كانت رحلة تنشيط وتجديد، و توثيقَ عهدٍ من الجيل الصاعد لكل الكرام الذين أفنوا أعمارهم ليحفظوا لنا ديننا وثقافتنا ، ورحمة الله أشملها وجنات الخلد أوسعها لبطلنا المغوار... وكل الشهداء الذين سبقوه.

ليست هناك تعليقات: