مـوقـع النهضـة ينـعى الفـارس
ود شــــيـخنــا
ود شــــيـخنــا
بقلم :جابـر سـعيـد ـ أرض الهـرم
07/10/2008م
بالامـس وقبـل ان تغـيب شـمس ثـانى ايـام عيـد الفطـر المبـارك، طالعنـا موقـع مجـلة النهضـة الغـراء بعنـوان محـزن حمـل الينـا نـعى المناضـل الفاضـل الشـيخ محمـد اسـماعيـل عبـده الـذى انتقــل الى جـوار ربه الكـريـم فى صبـاح ثـانى ايـام عيـد الفطـر المبـارك، نعـم تـرجـل الفـارس عـن صهـوة جـواده الوطـنى الأغـر الـذى امتطـاه مبكـرا عنـدمـا كان لا يفـرق البعـض مـا بـين السـيـادة الوطـنية والاسـتظـلال تحـت خيـمة الجـار.
بالأمـس نعـي الفـارس الى شـعبه الصابـر الـذى كـتب عليه فقد اصلاءه الميامين وعناوينه الصـارخـة وحفظة تاريخه الـوطنى الناصع وكبـاره وحراس بيته الكبير، ومعلمـيه الاماجـد وأئـمة مسـاجـده التاريخـية ومـؤسـسى كياناته التنظيمية، ومن قبل ذلك وبعده فقد وطنه وارضه وكرامته وثقافته وعـاداته وتقاليـده، وذلك مع بـزوغ كل فجـر جـديـد.
كلنـا والحمـد لله يعلـم ان الـدوام لله وحـده وان كل شـيئ مصيـره الى الـزوال، ولــكن يحـزننـا كثيـرا رحـيـل آباؤنـا المناضلـون وقادتنـا الوطنيـون قبـل ان تكتحـل عيـونهـم بـرؤية مـلاعـب صبـاهـم الاول او الوقـوف والتـرحـم على مقامـات آبائهـم وامهاتهـم واحبابهـم الـذيـن رحلـوا ابـان فتـرة غيابهـم الطويـل، والامـر الـذى يـزيـد حـزننـا ان هـذا الحـرمـان حـدث ومازال يحـدث نتـيجة لوجـود طاغية اسـتفاد مـن خـلافاتنـا الامسـئولة التى مكنته مـن التـربـع فـوق رفـات اسـلافنـا وآبـاؤنـا الاولـون بـل فـوق جـثـامـين احبابنـا الشـباب الـذيـن دفعـوا اثمـان التحـريـر والاسـتقـلال، ومـن جـهة اخـرى يـؤرقنـا رحيـل الجيـل المؤسـس الـذى اخـذ يتـرجـل عـن صهـوات جيـاده الوطـنية تباعـا وقبـل ان نتـذود مـن مـا يحملـونه فى صـدورهـم العامـرة التى تـزدحـم بأحـداث تاريخية هـامة يفتـرض ان تمـلك للابنـاء والاحفـاد، تتالـت علينـا المصـائب مـن كل وجـهة ممثـلة فى ضـعف الصـلات التنظيـمية وشـتات الأمـة وتقاعصهـا رغـم ماحـدث ومـازال يحـدث فى حقهـا على ايـدى الآثمـين، ومـن جهـة اخـرى ابتـلينـا بالـرحيـل الجمـاعى الـذى يمثـل نقـصـا عظيمـا لا تقابله اضـافة شـابة، ممـا جعلنـا نتشـائـم ممـن يكتبـون نعيـا او رثـاءا بمـا فى ذلك المـواقـع الوطـنية المعارضـة التى درجـت على نعيهـم بحـرقة ومـرارة ـ معـددة خصالهـم الحميـدة ونضالاتهـم العظيـمة التى تميـزوا بهـا، حيـث كان لهـم الفضـل الاكبـر فى تفجيـر غضـب الشـعب مـن خـلال ثـورته الوطـنية، ومـن ثـم الاصــرار على مواصـلة المسـيـر عبـر مئـات المهـالك التى كان اقلهـا الاسـتشـهـاد فى معـارك الشـرف، وظـل جيـل الفـرسـان سـائـرا على ذلك المنـوال حتى تحـقق لـه حلـمه الـوطنى ممثـلا فى التحـريـر والاسـتقـلال منتـزعـا اعجـاب الخصـوم والاعـداء الـذيـن سـبقــوا معظـم الشـركاء وبعـض الاصـدقـاء والحلفـاء، ورغـم تشـائمنـا ممـن ينعـون ويـرثـون هـؤلاء الابطـال الاّ اننـا نثمـن جهـدهـم وجهـد هـذه المواقـع الوطـنية التى حـققت لنـا التواصـل وذللـت عنـا صعـوبة الوصـول الى المعلـومة فى حينهـا ـ عليه نثمـن دورهـم لأننـا نعلـم سـلفـا ان الغـرض مـن وراء النعـى والـرثـاء هـو تحـريض الشـباب وحـثهـم على ضـرورة مـلأ الفـراغ وبـذل جهـد وطـنى عالى وتحـقيق تواصـل اجتمـاعى مـقـدر وتفاكـر سـياسـى يهـدف الى رفـعة الأمـة وجمـع قـواهـا المبعثـرة، هـذا بالاضـافة الى احـداث تجـديـد تنظيـمى مسـتمـر حتى لا تسـكن ميـاه الشـلالات البشـرية المعطـاءة التى ظلـت تجـرى مـن غيـر كـلل او مـلل منـذ بـدأ شـعبنـا رحـلة العمل الوطنى الشـاق.
كان الـراحـل وطنيـا صـرفـا شـأن رفـاقه الكثـر .. كان مناضـلا نقيـا لـم تجـد سـياسـات الانتماءات القبـلية طـريقـا الى قلبه الكبيـر وعقـله المـدرك دومـا .. كان مثقفـا ثـوريـا يجمـع مـا بـين الاقـوال والافعـال .. كان منـذ حـداثة سـنين عمـره شـيخـا صـبـورا حبـاه الله بصـدر اتسـع لسـماع الـرأى والـرأى الآخـر .. كان منظمـا فى سـائـر شـئون حياته ممـا أهـله ذلك لأداء معظـم المهـام الوطـنية الصعـبة، كمـا كان جـديـرا بمختـلف التكليفـات الكثيـرة التى اسـنـدت اليه ومنهـا مـلأ مـوقـع سـكـرتارية القيـادة الثـورية .. كان شـيخـا مسـلمـا ومـواطنـا مسـالمـا عـادلا ممـا سـهـل له ذلك اعبـاء مهـامه الوطـنية والمهـنية عنـدمـا كـلف بقيـادة قضـاء الثـورة.
اللهـم ارحـم الشـيخ محمـد اسـماعيـل عبـده وصحـبه الكـرام وتقبلهـم بواسع رحمتـك واسـكنهـم عالى الجنان مع النبـيين والصـديقـين والشهـداء الابـرار وحسـن اولئك رفيقـا، والهمنا وآلـه وذويه ومعارفه الصبـر وحسـن العـزاء، ألآ رحـم الله الفقيـد بقـدر ماقـدم لأهـله ووطـنه، وبعـد الصـلاة والتسـليـم على سـيـدنـا رسـول الله ـ نـرفـع تعازينـا الحـارة لاشـقاء الـراحـل وأبنـاءه وذويه والى كـافة منسـوبى العمـل الـوطنى الارتـرى، ورحـمة الله اوسـع مـن دنيانـا الفانية وآخـرتنـا المنتظـرة .. انا لله وانا اليه راجعون، ولا حول ولا قوة الا بالله .
السـيـرة الـذاتية الموضـحة ادنـاه سـبق ان رأت النـور على صفحـات موقـع عـونــا فى عـام 2003م تحت عنـوان ,, شـهـداء يمشـون على اقـدامهـم،، وكان الـراحـل حينئـذ يضـرب فى الارض ويسـعى فى ارجـاء المعمـورة مـن اجـل اسـعـاد شـعبه الصابـر وبغرض تطهير وطـنه مما يؤرقه ويكدر صفاء ايامه وتأمين لياليه.
جابـر سـعيـد ـ أرض الهـرم
10- المناضل الوطنى، المثقف الثائـر
الشيخ/ محمــد اسماعيـــل عبـــده
مد الله فى ايامه ومتعه بالصحة والعافية
من مواليد (أكلى قوزاى) فى نهاية ثلاثينيات القرن المنصرم، تلقى تعليمه بالكتاتيب ومن ثم المرحلة الابتدائية والمتوسطة بمسقط رأسه، اهتم بالعمل السياسى مبكرا مدعوما بنشأته فى بيت دينى محافظ ووطنى صارخ، انتقل الى جمهورية مصر العربية بغرض مواصلة دراسته، تنقل مابين مدينتى (حلفـا) السودانية و(اسـوان) المصرية سيـرا على الاقدام مثلمـا فعل اغلـبية الطلاب الارتريين آنذاك، وفور اكمال دراسته الجامعية فى القاهرة التحق بجبهة التحرير الارترية متفرغـا لاداء الواجب الوطنى الذى اخلص له ولم يزل يفعل حتى الآن .. عند تكوين القيادة الثورية المكلفة بتصريف العمل الوطنى كان المناضل الشـيخ احد اعضائها الذين تم اختيارهم بمواصفات وطنية خالصة .. شغل الشيخ محمد اسماعيل موقع السكرتير الادارى للقيادة الثورية .. كان ولا زال معروفا بالوطنية الواضحة المعالم وبالنشاط والتفانى فى اداء عمله الوطنى والصدق فيما يقول ويفعل .. انتخب عضوا بالمجلس الثورى من المؤتمر الوطنى الاول 1971م.. فى اعقاب المؤتمر الوطنى الثانى تم تكليفه بعدة مهام نضالية غاية فى الاهمية .. كلف بقيادة الجهاز القضائى .. كان عضـوا بحـركة التحـريـر الارتـرية ومـن اوائـل الـذيـن انضـووا تحـت لـواء جبهـة التحـريـر الارتـرية .. مـن مؤسـسى حـركة الـرواد المسـلمين ومن ثـم حـركة الجهـاد الاسـلامى الارتـرى .. مـازال الشـيخ محمـد اسـماعيـل عبـده قائـدا ومناضـلا ومجاهـدا وطنيـا فى صفـوف حـركة الخـلاص الارتـرى وعضـوا بـارزا فى التحـالف الوطنى الارتـرى، فلـه التحية والتجلة والدعـوات الصـادقة بـدوام الصـحة والعـافية .