السبت، 8 نوفمبر 2008

اشعة الشمس غابت عن ارتريا

بسم الله الرحمن الرحيم
اشعة الشمس غابت عن ارتيريا يوم 1 أكتوبر 2008 م بموت / الشيخ / محمد إسماعيل عبده
بقلم : أبو الرشيد الوازنتاوي
02/10/2008م

إنا لله وإنا اليه راجعون ،كأن اشعة الشمس غابت عن ارتيريا يوم 1 أكتوبر 2008 م بموت / الشيخ / محمد إسماعيل عبده ، بل أحس اني اكاد اختنق في غربتي التي اشعر فيها أن الهواء قليل أو ربما صدري قد ضاق بهموم الوطن ، أذكر اول يوم تعرفت فيها علي الشيخ / محمد إسماعيل عبده وكان ذالك في عام 1985 في العاصمة السودانية الخرطوم وربما لصغر سني في ذالك الوقت لم اكن اعرفه ، وأذكر كنا مجموعة من الشباب اليافعيين فسأل كل واحد منا عن اسمه ومكان مولده ، وما أن يذكر الشاب اسم عائلته ومكان مولده إلا ويذكر الشيخ تلك المنطقة واهلها بما مرت عليه من ذكريات ، وقلت في نفسي انَي له أن يعرفني او يعرف قريتي؟؟ فكانت المفاجأة التي ادهشتني عندما قلت له انا من قرية وازنتت قال :( هي واحدة من اجمل مناطق ارتيريا وأهلها من أطيب الناس واكثرهم ذكاء وحرصا علي الدين والعلم ، وقد تميزت حياتهم بإلإنضباط الشديد وبنظام علي راسه ( شوم ) يخضع الناس له ويسمعون ويكفيهم فخرا تأسيسهم معهد عنسبا الإسلامي بكرن علي يد الشيخ ( محمد علي زرؤوم ) ونسبة لوعيهم الكبير كانت مساهمتهم في النضال الوطني مشرفة ، وقد أحرقت قراهم وعلي راسها ( وازنتت عدة مرات ) فحسبته واحد من أبناء عنسبا فقلت له لكن أنا ياعمي لآ اعرفك فقال لي بكل تواضع أنا اسمي فلان وكنت اعمل في مجال القضاء في ارتيريا ولذالك كنت اتجول في ارتريا وازور قريتك بعض الأحيان ) وقدر ربطتني به من ذالك اليوم علاقة اشبه بعلاقة الأب الحنون بإبنه البار وكنت اعشق مجالسته والسماع منه وكان رجلا قليل الكلام كثير الإستماع لا يمل ابدا مع كثرة مشاغله من الإنصات وتكاد البسمة لاتفارق محياه المستنير بنور الإيمان وما رايت رجلا يذكر الله مثله وما رايته ترك ورده من كتاب الله وكان عف اللسان طاهر السريرة ، حتي اذا تحدث عمن سجنوه وعذبوه في الثورة الأرترية يذكرهم بكل خير ويذكر نضالهم وبلائهم وحبهم لوطنهم ، وكان يقول كان الخلاف بيننا فكريا ، وكانوا ينظرون الينا كاننا نريد أن نؤسلم الثورة الأرترية( أي نجعلها اسلامية ) وهم يريدونها ثورة ماركسية تحررية ، فكان نهجنا مختلف ونظرتنا لمستقبل بلادنا مختلفة ومن شدة عفته وكراهيته لَلَجج وشدة الخصومة ، أذكر انه رأي معي جريدة ( ألوان السودانية التي كان رئيس تحريرها آنذاك حسين خوجلي الكادر الإسلامي المشاغب وكانت الجريدة قاسية جدا علي بقية الأحزاب غير التيار الإسلامي الذي كانت تمثله ، فقال لي: ما رايك في الجريدة ؟ فقلت له أني معجب بها ، فقال لي ولكني اري أن اسلوبها لايليق بأناس يحملون دعوة النا س للخير فهي فاجرة جدا في خصومتها ولذالك لا احب أن اقرئها ، فتعجبت !!! من ذاك القلب النقي التقي ( نحسبه كذالك والله حسيبه ) وعرفت سر طيبته وأصالة معدنه ، وقلت لو كان زعمائنا بهذه الحساسية المفرطة من كراهية الإساءة للإنسان لأخيه الإنسان لما حدثت الحروب الأهلية في بلدنا ولما قامت الجبهة الشعبية بتصفية جبهة التحرير في الميدان ولما كانت تعرضت القوة الوطنية الإصلاحية وعلي راسهم الشيخ / محمد اسماعيل وسعيد حسين وجعفر علي اسد وعبد الحميد قايد وضياء الدين عبد الرحمن وحامد صالح تركي وحليب ستي وغيرهم الي السجون والتضييق والمعتقلات وشطب اسمائهم من ادارات الإتحادات الطلابية ( ألا رحم الله شمس الشروق ونسيم الصبا وابو الحركة الإسلاميةالأرترية )
طبعا أنا لست ممن يمكن أن يكتب عن الشيخ الجليل فأولي بالكتابة عنه تلامذته واصدقائه ورفقاء دربه الطويل ، ولكني فقط أحببت أن اسلط الضوء علي جانب بسيط من حياته
الشيخ ومصر : الشيخ من المحبين لمصر ومن المعجبين بالحركة الإسلامية فيها ، وقد ذكر انه كان يزور مقر الإخوان المسلمين عندما كان طالبا ، وكان يحضر في حلوان دروس الشهيد سيد قطب وحديث الثلاثاء للشيخ حسن البنا رحم الله الجميع ، كما كان عضوا نشطا في الإتحاد العام للطلاب الأرتريين ومنها انطلق الي الثورة الأرترية في ريعان شبابه ، وله ذكريات ثرة وشيقة اسال الله أن يكون طلابه وتلامذته قد قاموا بتدوينها والإحتفاظ بها
الشيخ والثورة: عاش الشيخ الجليل الثورة منذوا انطلاقتها وتقلب في مناصبها واداراتها ، ويشهد له القاصي والداني بسعة الصدر وحب الإخوان والحرص علي الوطن والغيرة علي الدين والإستقامة في الخلق ، لم يؤثر عنه ابدا انحياز لقبيلة او انحراف لمصلحة او تحيز لولد ، عاش كريما منفقا فقيرا صابرا محتسبا ، ولكن القلوب تتهافت علي حبه ومجالسته.
الشيخ والعمل الإسلامي المنظم : عندما انهارت جبهة التحرير توج الشيخ نشاطه التصحيحي داخل الثورة الأرترية بإعلان ( منظمة الرواد المسلمين) ولم يلبث قليلا الا واندمج مع شباب الحركة الإسلامية الأرترية التي رات فيه رمزا وطنيا شريفا ربطتهم الفكرة ووحدهم الهدف وجمعهم حب الوطن والغيرة علي الدين ، وكان من اكبر اهتماماته وحدة المسلمين الأرتريين ولذالك كان من اشد المتحمسين لقيام حركة الجهاد الإسلامي ، وعندما زرته في داره مرة سالته عن تجربة الحركة بعد 3 اعوام من تأسيسها فحكي لي أن الحركة تعاني من خلافات بسيطة سببها الجهل وضيق الأفق وتغليب المصالح الشخصية والأهواء وقال : اخشي أن تعصف هذه الأشياء بمستقبل الحركة ، واردف قائلا وهذا ليس بلاء الأرتريين وحدهم ولكنه داء انتشر اليوم بين المسلميين واخر النصر عنهم ، وقال: سوف نعمل ما نستطيع لحماية العمل الإسلامي من الخلاف والشقاق ، وأحسب أن الجميع يشهد له أنه بقيي متمسكا بوحدة الحركة الي اخر رمق حتي غلبته الحيلة ووقع الإنشقاق المشئوم التي ربما تراه الحركة الإسلامية بكل مكوناتها اليوم أنه كان وبالا عليها ، وانه اضعف العمل الإسلامي وشتت الحركة الإسلامية.
الشيخ والتجمعات الوطنية : كان الشيخ رحمه الله من اشد المناصرين لوحدة العمل النضالي الأرتري بكل مكوناته الوطنية الإسلامية والعلمانية المسيحية والمسلمة ، وكان يحزي من الجميع بلإحترام والتقدير ، وهو واحد ممكن ساهموا في تا سيسس التجمع الوطني الأرتري .
الشيخ والعمل الإسلامي : الشيخ منذوا نشاته تربي علي مدرسة الإخوان المسلمين وعاش وهو محبا لها متواصلا معها ، وكان يقول أن العمل الجماعي ايا كان فهو وسيلة وليس غاية ، وكان يحب في اموره التوسط ومعاملة الخلق باللطف كان يجالس الفقراء والأغنياء والصغار والكبار الذكور والإناث ، كان يقدم غيره في المسئوليات وكان ابغض شيئ اليه السلطة .
طبعا لا يمكنني الركض وراء سيرة الشيخ في كل المجالات فهو نصيرالمراة وابو الشباب وصديق الطلاب وماعون الفقراء واللاجئيين ومواسي المناضليين وابناء الشهداء والأسري . اقترح علي الأخوة في الحزب الإسلامي ان يطبعوا سيرة الشيخ في اسرع وقت قبل أن تبرد حرارة العاطفة ويخبوا الم الفراق , وانا لله وانا اليه راجعون ، القلب يحزن والعين تدمع ولا نقول الا ما يرضي الله وإنا لفراقك يا أبا نوال لمحزونون

المواقع الارترية

موقع عونا ينعى الى الشعب الإرتري الشيخ محمد إسماعيل عبده

يحتسب موقع عونا عند الله تعالى الشيخ محمد اسماعيل عبده رئيس مجلس شورى الحزب الإسلامي الإرتري للعدالة والتنمية والذي توفي صباح اليوم في العاصمة السودانية الخرطوم ، وبفقده تكون الأمة الإرترية قد فقدت ذاكرة حية حيث شغل الراحل مناصب عديدة في الثورة الإرترية ، وتميز بذاكرة ارشيفية متميزة ، وهو من ابرز قيادات الحركة الإسلامية في إرتريا وشغل مناصب قيادية بحركة الجهاد الإسلامي الإرتري منذ تأسيسها . إلا رحم الله الفقيد وتقبله عنده مع الصديقين والشهداء وإلهم آله وذويه الصبر وحسن العزاء ، ,وإنا لله وإنا اليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله
بسم الله الرحمن الرحيم
الجمعية الطبية الارترية
02 /10/2008
قال تعالى ( وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون).
تحتسب الجمعية الطبية الارترية عند الله تعالي الشيخ محمد اسماعيل عبده،والد الدكتورة نوال و الدكتورة مواهب بالمجلس الإداري للجمعية. وإذ تعزي الجمعية الشعب الإرتري في فقدها الجلل لأحد أبرز القيادات منذ إنطلاقة الثورة الإرترية، وأحد الموسوعات التأريخية في إرتريا. نسأل الله أن يلهم آله وذويه الصبر وحسن العزاء، وأن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وعظيم مغفرته، وأن يسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً.
بسم الله الرحمن الرحيم

مركز الخليج
02 /10/2008

يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية فأدخلي في عبادي وأدخلي جنتيي
صدق الله العظيم
ينعي مركز الخليج الى الامة الارترية الفقيد الشيخ محمد اسماعيل عبده الذي وافته المنية يوم 1 اكتوبر الجاري ووري جثمانه الثرى في العاصمة السودانية الخرطوم ، ويعد الفقيد واحدا من رواد الحركة الوطنية الارترية حيث التحلق بالثورة الارترية في وقت مبكر وعمل في صفوف جبهة التحرير الارترية وقد تعرض كغيره من الكثيرين في صفوف الجبهة الى الاعتقال والسجن ، كما انه من مؤسسي حركة الجهاد الاسلامي الارتري ومن القادة الاساسيين حيث تدرج في مناصب عدة وكان يتقلد حتى لحظة رحيله رئيس مجلس الشورى للحزب الاسلامي الارتري للعدالة والتنمية ، وكان يتمتع بثقافة عالية كما كان يتمتع بعلاقات طيبة مع كافة الحركات الاسلامية العالمية خاصة خاصة الحركة الاسلامية السودانية ، والفقيد من اوائل قادة المعارضة الارترية في التحالف الوطني الديمقراطي الذين فتحوا باب الحوار المباشر مع اثيوبيا ثم ظل مهتما وراعيا لهذا الحوار
ومما يؤسف له ان يدفن جثمان الفقيد في غير وطنه الذي ناضل من أجله وينضم بذلك الى كوكبة الشهداء مثل الشهيد ابراهيم سلطان والشهيد ادريس محمد آدم والشهيد عثمان سبي
آلا رحم الله الفقيد بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء وحسن أولائك رفيقا
موقع عدوليس
الشيخ محمد اسماعيل عبده في ذمة الله

بمزيد من الحزن والأسى تنعي أسرة المركز الإرتري للخدمات الإعلامية وموقع عدوليس الشيخ محمد اسماعيل عبده رئيس مجلس شورى الحزب الإسلامي الإرتري للعدالة والتنمية والذي وافته المنية صباح الأربعاء 1أكتوبر ووري جثمانه الثرى بالخرطوم ، ويعد الشيخ أبو نوال أحمد أبرز مؤسسي العمل الإسلامي الإرتري ومن الرعيل الأول من قيادات الثورة الإرترية حيث تقلد مناصب عديده في جبهة التحرير الإرترية والحركة الإسلامية الإرترية و كان عضواً في القيادة الثورية في جبهة التحرير الإرترية في الستينيات ثم عضواً في الجهاز التنفيذي للجبهة بعد المؤتمر الوطني الأول ورئيساً لهيئة القضاء وأبرز مؤسسي حركة الرواد المسلمين في مطلع الثمانينيات وحركة الجهاد الإسلامي الإرتري في أواخر الثمانينيات ، نسأل الله أن يتغمد الشيخ أبو نوال بشآبيب رحمته ويرزق أهله وذريته وأصدقاءه ومحبيه الصبر والسلوان .