الاثنين، 17 مايو 2010

علماء ودعاة ومفكرون ارتريون عرفتهم

بسم الله الرحمن الرحيم

{ 3 }

( علماء ودعاة ومفكرون ارتريون عرفتهم)

الحمد لله والصلاة والسلام على أ فضل خلق الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد :

وانا اخطط لحلقات ( علماء ودعاة ومفكرون ارتريون عرفتهم ) أدرجت ضمن القائمة الأخ المفكر / عبد القادر محمد على/ بحيث اسجل منه ما استطعت من سيرة حياته ، إن كتب الله اللقاء ، ويوم أمس كعادتي مررت على المواقع الأرترية في الشبكة العنكبوتية ،واثناء مروري على موقع ( الحزب الإسلامي الأرتري للعدالة والتنمية )وجدت خطا موشحا بالسواد فإذا هو نعي يقول : مات الأستاذ المربي( عبد القادر محمد على ) وقد أصابتني الدهشة واعتراني الذهول فإذا من هو جالس بجواري على الكمبيوتر يسمعني اردد الترجيع ( إنا لله وإنا اليه راجعون ) فيبدوا أنه قد سألني، ولم اسمعه فقام الى ووضع يده على منكبي وقال خير إنشاء الله: فأنتبهت ! ولولم يكتب في النعي المذكور ( الأستاذ الجليل المربي ) لتوقعت أن يكون أحد من شاطره الإسم من الأفاضل ، ولكن من ممكن أن يوصف بوصف من يزكي النفوس، وينير العقول، ويربي الأجيال غير جبل الثقافة ومعين المعرفة وينبوع الخير ؟ إنه إذن استاذي عبدالقادر محمد علي ، يفارقنا في وقت أحوج ما يكون اليه الشباب ، والعلم ، والثقافة ، والدعوة الإسلامية ، واللآجئيين والعمل الوطني . رحل والقلب قد إستبدت به الأشواق والنفس عاشت تؤمل اللقاء ، ولكن قدر الله نافذ وما على المؤمن إلا الرضي والقبول والإنقياد، فالموت مصير كل حي ، ويبقي وجه ربك ذوا الجلال والإكرام .

كان آخر عهدي به عندما تزوجت في عام 1992م ، وكان زواجي عبارة عن حفلة اشهار مصغرة شارك فيها فقط الجيران وبعض من تربطني بهم صلة قرابة من اهل المنطقة ، فلما سمع هو- رحمه الله - بأنني تزوجت ، قام مع بعض الأخوة وإشتري كبشا اقرن وجاؤوا به الى المنزل ، ولم اكن موجودا في الدار في ذالك الوقت ، فربطوه وانصرفوا وتركوا ظرف فيه بعض المال هدية للعروسة ، ولما قابلته وفي نفسي رغبة لعتابه على تحمل المشاق والمتاعب ، فإذا به يقابلني ببسمته الحانية وكلماته العذبة، وينهال على بالتبريكات ، مما جعلني استحي أني لم اخبره بالزواج ، فأكتفيت بالشكر الجميل .

المولد والنشأة :

تشرفت بمولده مدينة {على قدر }مدينة المناضلين والأبطال ، حيث إستقبل الدنيا - رحمه الله - في محضن ابوين كريمين ، دفعاه لطلب العلم والمثابرة عليه ، وقد تحملا الكثير من المشاق لتعليمه، وقد قاسيا لوعة الفراق وطول الغياب مع شدَة الشوق والحنين لفلذة الكبد وشطر الروح ، أسال الله أن يجزيهما خيرا، ويرحم من أقدم منهم على الله، ويمتع بالصحة والعمل الصالح من هو على قيد الحياة ، وهو لم يهبه الله ذرية ، ولم يكن ذالك بالنسبة له مشكلة ، حيث كان يعتبر جميع تلامذته وأبناء شعبه ذريته وأبناءه ، فكان يرفق بهم ، ويعلمهم ، ويسهر لمصالحهم .

المراحل الدراسية: بدأ دراسته كغالب أبناء ارتريا بخلوة القرآن الكريم حيث نهل من كتاب الله تعالى وذالك في مسقط رأسه ( على قدر ) ومن ثم التحق بالمدرسة ، ولكن إشتعلت الأرض نارا في بلدنا الحبيبة، حيث الجيش الأثيوبي المستعمر، وعملاؤهم من الكماندوس، وتصاعد عمليات الثوار الأشاوس الذي زلزلوا الأرض تحت اقدام المستعمر الغاشم الذي بدأ يبطش بالسكان الأبرياء ، وهرع الناس بالتدفق نحو السودان الشقيق ، ولم يكن الوطن الجديد بغريب عليه وعلى اسرته الكريمة حيث تمتد القبيلة ( المدا ) في ربوع شرق السودان ، فألتحق بمدرسة ( عواض الإبتدائية ) وعواض هي احد نقاط التماس السودانية المجاورة لأرتريا من حدودها الشرقية ، وقد أكمل الفتي اليافع تعليمه هناك بتفوق كبير مع صعوبة الحياة وشظف العيش ، ثم التحق في مدرسة ودشريفي المتوسطة ، وكعادته اكمل المرحلة بتفوق وتميز، وانتقل الى مدرسة كسلا الثانوية ، حيث تكونت شخصيته العلمية ومهاراته اللغوية ، فكان أحد فرسان اللغة ينظمها كأنها حبات لؤلؤ ترتبها أنامله ، وعشق مادة التاريخ وتفوق في مادة اللغة الإنجليزية ، مما اهله لولوج أعرق الجامعات السودانية ( جامعة الخرطوم ) كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية.

مشايخه وتلامذته :

من الناحية الفكرية والحركية لا شك أنه تتلمذ على الشيخ / محمد إسماعيل عبد رحمه الله ، والشيخ / حامد تركي – حفظه الله – وكذالك الشيخ / الصادق عبد الله عبد الماجد , شيخ الحركة الإسلامية في السودان- متعه الله بالصحة ، كما تأثر كثيرا بصديقه الشاعر والأديب ورجل القرآن، وفارس جهاز التعليم / صالح على صالح – رحمه الله .

أما تلامذته : فلا حصر لهم ، والغريب انك تستطيع ان تتلمذ فيه من غير ما تجلس تحته للتلقي والمدارسة ، لأن كلماته قليلة وواضحة ومؤثرة ، وترسخ في نفس سامعيها ، فقد تخرج من مجلسه بزبدة وخلاصة في مجال الحديث او تفسير آية او نقد أدبي ، أو تلخيص كتاب ، او سرد قصة، او سرد تجارب ، وكل ذالك يمزجه ببسمة حانية تلقائية لا تفارق شفتاه .

العمل والمواقع التي تقلدها :

بعض تخرجه من الجامعة بتفوق وإقتدار ، كان بإمكانه الإستفادة من إمكانياته وإطلاق اشرعة الريح الى بلاد الهجرة والتغرب ، ولكنه آثر العمل وسط شعبه ، وترك مجاله الذي تخصص فيه ، وشرع في العمل فى المجال الإنساني الذي يعاني منه جل الشعب الأرتري ، فعمل في هيئة الأعمال الخيرية ، مع أن الراتب كا ن زهيدا جدا ، وكان أغلبه ينفقه على إكرام وتضييف إخوانه، وعلى كل طارق لباب الخير - وكنت ازروه أثناء عمله في هيئة الأعمال ، وكان يرحب بي ترحيبا يشعرني بعمق حبه لى ، وبما أنه كان مشغولا في العمل ، وهو لايعرف المجاملات والتهاون والتسيب عن العمل ، فكنت أغتنم زيارته وقت صلاة الظهر حيث من عادته الذهاب للمسجد ، فكنت اصاحبه ذهابا وإيابا الى المسجد ، ويبدوا أنه لم يكن دافعي لذالك في تلك الفترة اي شيئ آخر غير الشعور بالأخوة الصادقة والتزود من محضن التربية الآمن والإستفادة من توجيهاته الطيبة المباركة - ومن ثم إنتقل للعمل كمدير( للهيئة الخيرية للرعاية الإجتماعية ) وقد ترك فيها بسماته الواضحة، ونظامه الصارم في العمل، وروح إدارته الفاعلة ، ثم إنتقل للعمل مع الأمم المتحدة ( مترجم )، وإشتغل بتدريس مادة اللغة الإنجليزية لأبناء اللآجئيين في عدد من المدارس ، وقد وافته المنية وهو يخطط لتوسيع مشاريع المعاقيين الأرتريين التي عمل فيها في الفترة الماضية، وما أكثرهم !

صغر في السن وإنجاز في العمل :

الأستاذ عبد القادر الشاعر والأديب والمثقف الحاذق لم يتجاوز عمره احدي وخمسون عاما ، فقد كانت حياته- رحمه الله- مليئة بالإنجازات وخدمة الإسلام ، إذا تعرف عليك أدخلك في ذاكرته المتقدة بنور الإيمان ويظل يذكرك ويسأل عنك ، وهو عارف وماهر بأنساب الناس وبطون القبائل وعادات العشائر ، وهو اديب ناقد تشعر كأنه مرهم من البلسم الشافي للإنحراف الفكري، والصراط القويم للإعوجاج العقدي ، والمصحح الأمين لما أخفي المؤرخ المدلس الغبي ، على كل حال لم أعشق مجلس في حياتي و استمتع و انتفع به مثل مجلسه الذي يشع ثقافة وتنويرا، وحكمة مستقاة من كتاب الله وسنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – مجلس تحوطه السكينة وينتفي فيه الجدال والمراء ، أينما حلَ تجد النقاش الهادئ والحوار الهادف والتوجيه الهادي والعلم الواسع والمعرفة العميقة ، والطرفة اللطيفة.

تميز رحمه الله بأناقة المظهر وترتيب الهندام ، مع كثرة زيارتي له في الجامعة لم اره قط بملابس النوم ولا أشعث ولا أغبر ، بيته كذالك مرتب ومنظم وكتبه ومكتبه، منضبط في مواعيده، وفي بوعده ، صريح في رأيه، قوي في حجته .

رحل وعاء الثقافة وجبل التراث :

اتجهت في فترة من فترات حياتي الى دراسة الأدب والولع بقراءة التاريخ ، وكان التأثير الأول في حياتي في هذا الإتجاه فيما يبدوا بعض المؤثرات وعلى رأسها الأخ / عبد القادر رحمه الله رحمة واسعة ، كنت اسمع منه كلاما عن عادات الشعوب والقبائل الأرترية، يندر أن تجدها عند اي باحث او مفكر او كاتب ، وكذالك تعلمت منه أن للبيئة تاثيرا كبيرا على كلام وحركة وتفكير الإنسان ، بل حتي على شكله وهيئته ، وسبحان الله! ما قرأت مقدمة إبن خلدون أوكتابات مالك بن نبي أو غيرهم ، إلا جال في خاطري كلام الحبيب والأستاذ / عبد القادر ، وأنا حفظت منه بعض مؤثرات الطبيعة الجبيلة الوعرة على أهل المرتفعات وبعض مؤثرات السهل المنبسط على أهل المنخفضات، فعلى سبيل المثال ، حكي لنا مرة: أن رجلا من أهل بركة كان يعمل على رعي البقر في المرتفات فتدحرجت منه احد البقرات حتي استقرت في قعر الجبل وماتت ، وفي المساء بدء يخبر صاحب البقر بما حدث ، والقصة حكاها لنا إستاذنا (بلغة التجري) وإن كان قصها بنفس اللغة أكثر جمالا ورونقا لكنني سوف اقرب لكم المشهد باللغة العربية ، قال الرجل لصاحب البقر : اليوم وبينما انا فوق الجبل مع الأبقار ، فبادره الرجل إنشاء الله خير؟ فقال له: ( طنحنا انتادي ) أي انتظر قليلا ، وواصل يقول له : البقرة التي لونها كذا جاءت بجانب البقرة التي .. فيقاطعه ، ويقول له : هل نطحتها؟ فيقول له: ( طنحنا انتادي ) ويواصل : ضيقت عليها الطريق فصعدت فوق الحجر .. قيقاطعه ويقول له: ( أها ظدفت ) اي انزلقت ؟ ويستمر الحديث ، يريد صاحب البيئة الجبيلة أن يعرف نهاية القصة ، والآخر يحكي على راحته ، وتصور معي المشهد انقلاب سقوط البقرة وتدحرجها وكم مرة تدحرجت وما ذا كان يفعل هو ، ومن الذي كان يشاهد الحدث ، حتي بلغ الأمر بصاحب البقر ، أن يفقد أعصابه ولما اكمل القصة ، قال له : كل هذا الذي تحكيه لي فقط حتي تقول لي انها ماتت !!! ( ظدفت وموتت يتبلني).

وما أجمل استنتاجاته وملاحظاته عن الشعب الأرتري في أسفارهم وترحالهم ، وإقامتهم وظعنهم ، أزٍهم البهائم وحثها على الرحيل يسابقون بها الريح ، وحداء ابلهم وتمهلم وصبرهم يرحلون بها رحيل الرمال المتراكم ، كم يؤسفني أن الأستاذ الجليل لم يترك لنا تراثا مكتوبا ، مع أنه الان الله له البيان ، فكانت لغته العربية سلقية عذبة تتحدر كالغمام وتتفجر كالينبوع الرقراق ، كما كان يجيد الإنجليزية اجادة اهلها ، فيكتب بها ، ويترجم ويتحاور ويعلم ويدرس ، سمعت أنه كان ينوي أن يصدر كتابا في النقد الدبي ، ومتأكد لو صدر ذالك الكتاب لجعله أحد عمالقة النقد الأدبي المعاصر، كما علمت أنه كانت له محاولات شعرية بالعربي والإنجليزي ، وأرجوا من إخوانه الأساتذة الكبار وهم عبد الرحمن، والحاج ،وعثمان ، ولهم شقيقة واحدة ، ارجوا أن الا يبخلوا علينا بإنتاجه الذي تركه ، ونسال الله أن يلهمهم الصبر وحسن السلوان .

عبد القادر والحركة الإسلامية :

تربي في حضن الحركة الإسلامية الأرترية ، حتي سار من زينة شبابها وأكثرهم ألقا وتألقا وحضورا وتأثيرا ، وعندما برزت في الوجود ( حركة الجهاد الإسلامي الأرتري) سمعت أنه إعترض على طريقة تكوينها وتأسيسها ، وشعاراتها التي حملتها ، وكان يري أن هذا الإستعجال غير المدروس التي تكونت منه فسيفساء التوجهات الإسلامية سيؤدي لا محالة الى فشل التجربة ، وكان له أراء صريحة لإصلاح الخلل الذي يموج في داخل التجربة ، ولكن كان الحماس في ذالك الوقت يغطي جميع العيوب ويداري كل النتوءات ، فلما لم يجد اذنا صاغية سمعت أنه انزوي بعيدا وتفرغ للقضايا الإنسانية ،

ولكن يبدوا بعض الخلاف الذي حدث قد عاد يعمل في داخل الحزب الإسلامي ، وكانت بعض أسباب ذالك الخلاف هي التي كان يراها هو حتمية الحدوث ، وقد حدثت فعلا ، وهو لم يكن يتكلم رجما بالغيب ، ولكنه صاحب تجربة نضالية ، حيث كان فارس الإتحادات الطلابية الأرترية وأحد قادتها ، وكانت له مع اصحاب الأفكار الماركسية والبعثية صولات وجولات ، وكان هو ومجموعة من إخوانه تمكنوا من مد التيار الإسلامي والصحوة الإسلامية داخل الإتحادات الطلابية المختلفة .

قالوا عنه رفقاء دربه :

* يقول الأستاذ الفاضل والصحفي الألمعي البارز : عبد الإله الشيخ :

لا زلت أذكر رنين صوته في خطابه الرصين في افتتاح ملتقى الندوة العالمية للشباب الاسلامي في 1983 الذي بهر فيه قيادات العمل الإ سلامي المشاركين من ختلف دول العالم وأجبر مقدم البرنامج على التعليق في خطابه البليغ والثناء على فصاحته ، وما ينفك الدرس الذي ألقاه حول رسالة التعليم في الأسرة لأول انتقالي للمرحلة التكوينية في محاضن التربية بالحركة الاسلامية حاضرا في ذاكرتي ، ولا أنسى مداخلاته الذكية بل اكاد أذكر عباراته نصاً في توجيه النقاش بمؤتمرات الشُعب التي كان يشرف عليها ممثلاً لقيادة الحركة مع بعض إخوانه من الرعيل الأول .

عمل في العديد من المواقع ،وأدار الكثير من المؤسسات الخدمية والمنظمات الإنسانية ، كما عمل معلما في عدد من دور التربية والتعليم ، وترك بصماته واضحة في كل مرفق عمل به ، كالغيث أينما وقع نفع ، وكم من الناشئة الذين كانوا يرون فيه القائد القدوة فتأسوا به واقتفوا آثاره، ونهلوا من علمه ومعينه ، وكم من طالب في بداية الدرج يتحسس طريق النجاح فينير له الدرب ويحسن توجيهه ، وكم من رفقة حار بهم الدليل فكان بوصلتهم نحو الجادة .

كل هؤلاء وأولئك ألجمتهم الصدمة ، ودهتهم الفاجعة ، وتركهم هاديهم في طخية مظلمة ، وارتحل خفيف الحمل ، خلسة دون ضوضاء كما العهد به دوماً ، وكأني به وهو يدخل الغرفة التي كنا نشاركه فيها السكن إن تأخر به الليل في الخارج يدخل دون أن يثير الإنتباه حرصاً على راحة من يشاركونه السكن .

*قال عنه الداعية الفاضل ومربي الأجيال: الأخ على أبو محمد حفظه الله :

( كان – عبد القادر - يحرص على ان يكون عمله وسط اللاجئين الارتريين لأنه ببساطة يعتبر ان خدمة هؤلاء هي عبادة يتقرب بها الى الله تعالى ، فلم يكن يشترط لدى المنظمات التي يعمل بها أي امتيازات او مخصصات من مثل التي يشترطها أصحاب الكفاءات والخبرات من أمثاله ، فقد كان يقنعه القليل ، ولأنه استغنى على ما في ايدي الناس ، ودخل العمل مع هذه المؤسسات لرسالة كان يحملها فقد عرف عنه تشدده مع تلك المؤسسات في إيصال المساعدات الى مستحقيها من الفقراء والضعفاء ، لا يجامل ولا يحابي أحدا في ذلك ، وقد فقد وظيفته أكثر من مرة نتيجة مواقفه هذه ، وبحق استطيع ان أطلق عليه نصير الفقراء والمعاقين ..

أما تعليم أبناء اللاجئين فقد كان هاجسه الأعظم ، وكان يتحسر كلما رأى سعة مساحة الفاقد التربوي بين ابناء اللاجئين ، وكان يحرص على القيام ببرنامج التقوية للطلاب الممتحنين في المستويات المختلفة بنفسه كل ما وجد الى ذلك سبيلا ، ثم يشجع المتفوقين منهم بالهدايا والجوائز من جيبه الخاص ، وبالتأكيد يعترف له بالفضل في التشجيع والمساعدة عدد من الطلاب الذين هم اليوم في الجامعات وآخرون ضمن دولاب العمل) .

* قال عنه ابو المنتصر :

( إننا نشطركم الحزن والالم بفقدان احد اعمدة العمل الخيري والانساني في القرن الافريقي و يحدونا الامل والثقة بالله ان يكون تحت ظل عرش الرحمن ويفوز بشفاعة سيد الانام ... )

أما أنا ففقدي لك مضاعف يا أخي وحبيبيي وإستاذي ، كنت ادعوا الله أن نلتقي بعدما عركتني الأيام وعلمتني أقدار الرجال ، فكنت اطمح في إستعادة وترتيب ما تعلمت ، وملاحظة السمت الباهر واقتناص السلوك الحسن ، وتلقي النصح الفاضل ، وتسجيل سيرة رجل أخفي نفسه بثوب التواضع، وتنحي جانبا عن بهارج الدنيا وملذاتها ، وركل برجليه أضوائها وشهرتها ، فلله درك يا حبيب القلب ، أسال الله عزل وجل أن يجمعنا في مستقر رحمته ، إنه نعم المولى والقادر على ذالك ، وأسال الله لك الرحمة والغفران .

أخوكم / محمد جمعة أبو الرشيد.