السبت، 11 أكتوبر 2008

رحمك الله يا ابا نوال

رحمك الله يا أبا نوال
أحمد محمد ناصر

تلقيت بأسى وحزن عميقين نبأ وفاة المغفور له بإذن الله الأستاذ المناضل الشيخ محمد اسماعيل عبده. فجعني حقًّا هذا الخبر المؤلم وجالت بخاطري وغزت ذهني حزمة من الذكريات والتساؤلات في برهة من الزمن !! وقلت لنفسي، الموت حقٌّ ولا اعتراض على مشيئة الله سبحانه وتعالى. غير أن هذا الحدث المؤلم يأتي والساحة السياسية الإرترية في أمس الحاجة إلى أمثاله من المناضلين الذين لا يستغنى عن مساهماتهم البناءة في صياغة مستقبل أفضل للشعب الإرتري، يتم فيها إرساء قاعدة متينة للوفاق والتعايش السلمي بين مكونات الشعب الإرتري. وشعرت بأن بفقداننا للشيخ محمد إسماعيل عبده في هذه الحقبة من تاريخ الشعب الإرتري شعرت أن الساحة الساسية الإرترية قد فقدت علما من الأعلام الداعية إلى نبذ التطرف أيا كان منطلقاته الفكرية والسياسية .

تربى الشيخ محمد إسماعيل عبده في بيئة دينية ووطنية استلهم منها حب الوطن، حيث لم ينقطع عطاؤه حتى اللحظات الأخيرة من حياته. كما كانت هذه البيئة ملهما استقى منها مثلاً وقيمًا وخلقًا سامية ميزت حياته اليومية، حيث كانت من خصاله المميزة التواضع والصدق وعفة اللسان والتفاني في أداء الواجب مما أكسبه احترام كل الذين زاملوه في ميادين العمل في النضال الوطني.

ارتبط الشيخ محمد إسماعيل عبده بالحركة الوطنية الإرترية منذ صغر سنه ، وكان شاهدًا على أحداث تجربة الأربعينات على الرغم من وعيه المحدود بحكم صغر سنه. ولاشك أن تلك التجربة تركت بصماتها على تطور مشاعره الوطنية التي ترجمها في حياته اللاحقة بالإنتماء إلى حركة تحرير إرتريا ومن ثم إلى جبهة التحرير الإرترية التي تبوأ فيها مواقع قيادية هامة. شارك الفقيد في تأسيس خلايا جبهة التحرير الإرترية داخل المدن الإرترية وتعرض وهو يؤدي هذه المهام المقدسة للإعتقالات والتعذيب. وبعد أن تم إطلاق سراحه إلتحق بساحة الوغى في عام 1964م . وفي عام 1965 م أي على إثر إنشاء المناطق العسكرية الخمسة اختير سكرتيرا للقيادة الثورية التي أنيط إليها مهام الإشراف على العمل العسكري في الميدان والمنظمات الجماهيرية في السودان .

بعد مؤتمر أدوبحا التاريخي في عام 1969 م والذي شارك فيه ممثلو الوحدات العسكرية لجيش التحرير وأنبثقت عنه هيئة قيادية موحدة (القيادة العامة). التحق الشيخ محمد اسماعيل عبده إلى الميدان وتولى مهمات فرضت عليه القيام بجولات في مواقع متعددة من إرتريا . وسعى مع مناضلين آخرين إلى إنجاز مهمة انعقاد المؤتمر الوطني الأول الذي مثّل انعقاده في تلك الفترة خطوة هامة وهدف حيوي لدفع النضال الوطني قُدمًا إلى الأمام. انتخب الشيخ محمد في المجلس الثوري وهو جهاز تنفيذي أعلى لجبهة التحرير الإرترية وأصبح سكرتيرا له. وكنت شخصيًّا قد انتخبت عضوا في هذا المجلس مما أتيح لي فرصة العمل معه عن قرب لأتعرف عن قرب على الصفات التي يتمتع بها هذا المناضل الكبير. كان أول ما لفت نظري هو أنه مهما واجهته ظروفا صحية كان لا يؤجل المهام التي تناط إليه بل يؤديها دون كلل أو ملل، وبذلك كان يقدم مثالاً يحتذى به من قبل المناضلين كافة. وفي المؤتمر الوطني الثاني لجبهة التحرير الإرترية انتخب عضوًا في المجلس الثوري وعُين رئيسً للمحكمة العليا للجبهة. كان الفقيد متواضعا، صبورا على الشدائد ومثابرا في العمل إلى أبعد الحدود وبكل ما تعنيه هذه الكلمات من معاني.

إن المنطقة الجغرافية التي وُلد وانتمى إليها الشيخ محمد إسماعيل عبده ومعاصرته المتواضعة للتجربة السياسية في الأربعينات وإلمامه العميق لمكونات الشعب الإرتري والدروس التي استنبطها من قراءة التاريخ كشخصية مثقفة فضلا عن معايشته منذ البداية تفاصيل أحداث وتطورات الثورة الإرترية في كل مراحلها ، مكنته هذه المميزات التي تمتع بها، ليستخلص العناصر التي تنبني عليها الوحدة الوطنية الإرترية التي تشكل قاعدتها التعايش السلمي بين مكونات الشعب الإرتري المتعددة. وبغض النظر عن الموقف الفكري والسياسي الذي التزم به، ظل الفقيد متمسكا بمبدأ الحوار بين الإرتريين مهما أختلفت وتباينت مواقفهم الفكرية ومذاهبهم السياسية . لم يخل أحاديثه الخاصة والعامة مع عامة الإرتريين عن تناول مضامين تعبر عن هذه المعاني. ويشهد له التاريخ أنه كان يجسد هذا النهج في ممارساته السياسية العملية . وبهذا العطاء المتفاني والمتواصل استحق الشيخ محمد إسماعيل عبده أن يكون رمزا من رموز الوطن. ولا شك أن السجل الوطني سيضع اسمه في مكانة مرموقة في قائمة الأسماء الخالدة في تاريخ النضال الوطني للشعب الإرتري.

فقدت إرتريا في الشيخ محمد اسماعيل عبده مناضلا كبيرا ووفيا لشعبه وشخصية ذات سمعة طيبة ، ووطنيا وحدويا أكسبه التقدير والاحترام من قبل معارفه من الإرتريين وارشيفًا للحركة الوطنية الإرترية. وعزاؤنا فيما تركه من إرث عظيم تنهل منه الأجيال القادمة عامة والشباب الذين سنحت لهم الفرصة ليكونوا قريبن منه وتتلمذوا على يده للسير قدما في نهجه لصياغة مستقبل مشرق لشعبنا ووطننا.
أتوجه إلى الله عز وجل أن يسكنه فسيح جناته نظير ما قدم لشعبه ووطنه ويلهم الأسرة المكلومة وذويه وأصدقائه ومعارفه فضلاً عن زملائه في الحزب الاسلامي للعدالة والتنمية الصبر والسلوان وإنا لله وإن إليه راجعون

عبرات بين يدي صاحب الصمت المهيب

عبرات بين يدي صاحب الصمت المهيب

بقلم / عبد الإله الشيخ
07/10/2008م
( ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ) . الموت طريق وكل حي سالكه ويبقى وجه ربك ذي الجلال والإكرام.فجعت كغيري ممن سمع النبأ الأليم في ثاني أيام عيد الفطر برحيل الشيخ الوقور الشيخ / محمد إسماعيل عبده أبو نوال ، الرجل الذي كنا نلوذ به عند احتدام الخطوب ، واشتداد الحوالك ، فنجد عنده سديد الرأي ، وصواب المخرج ، يأخذ أقوانا بالرأفة ، ويرشد المندفع منا بالحكمة، ويسوسنا بالحسنى ، لقد أزدان الشيخ بالرفق في التعامل ، واللين في التوجيه ، والوسطية في التوجه ، روض نفسه على العزائم ، وطوعها على الشدائد ، ينتصر عليها بالطاعات صوّاماً في الهواجر، وقوّاماً في طوال الليالي دون كلل أو ملل ، ما خفر ذمة ، ولا نقض عهداً ، ولا بدل موقفاً ، نشهد له بثبات في شموخ ، واستعلاء في صمود ، وعمل في صمت ، دائم الفكر ، كثير الذكر ، خفيٌ ، تقيٌ ، نقيٌ حسن الأقوال والأفعال والمواقف ، لا يتلجلج في قول الحق، ولا يتردد في فعل الخير ، ولا يتذبذب في المواقف ، عهدناه صادق الوعد و القول ، نقي السريرة ، عالمٌ ثاقب الرأي ، سديد المشورة ، عاملٌ دؤوب يصل الليل بالنهار ، فقيه أوتي الحكمة ، يتبع القول العمل ، داعية صدق وفضيلة ، يؤثر بفعله قبل قوله ، تصدق فيه مقالة من قال (فعلُ رجلٍ في ألف رجلٍ أبلغُ من قول ألف رجلٍ في رجلٍ ) .أحقاً رحلت شيخنا؟ لانكاد نصدق نعي الناعي حين نعاك !! فهول الفجيعة وفداحة الخطب وعظم المصاب أكبر من تصور ذلك ، رغم يقيننا أن الموت حق وإيماننا بـ ( أن كل نفس ذائقة الموت ) ، وذلك لأن القضية التي نذرت حياتك لها تمر بأدق مراحلها ، والأهداف التي رسمتها لم تحقق بعد ، والأشواق والأماني لم تتجسد في أرض الواقع ، رحلت شيخنا والبلاد التي بذلت لها وما استبقيت شيء ، تحتاج منك لمزيد جهد !! أألقيت عصا الترحال وأبنائك الذين ربيتهم على الجهاد لم يلقوا عن كواهلهم السلاح بعد ، أهوشيخي الغياب الأبدي حيث لا عودة ؟!! أهي الرحلة الأخيرة حيث لا مئآب ؟ !! أهو الفراق دون وعد باللقاء ؟ !! فقد كنا سيدي في حوجة ماسة في زمن عز فيه مثلك كنا نستبقيك لمثل هذا الوقت وندخرك لهذا الزمان ، وكنا في مسيس الحاجة لرجل عالم ببواطن الأمور، ودقائق دهاليز السياسة ، وطوايا الخصوم ونواياهم ، وتئآمر ومكر العدو ومكائدهم ، أتتركنا سيدي في طخية الليل البهيم دون بصيص ضوء في النفق ، ولجة البحر المتلاطم أمواجه تعصف بالسفينة ، أرحلت عنا دون أن نشفي الغليل من مجالستك ، وننهل من فيض علمك ، ونتزود بزاد التقوى بالجلوس بين يديك ، نتربي في كنفك تشملنا رعايتك وتنير لنا توجيهاتك الثاقبة وعورة الطريق ومشقة المسير، كنا شيخنا الوقور في زمان نحتاج فيه إلى رجل صعب المراس ، قوي الشكيمة ، عصي على الإنكسار، عرك الحياة وخبرها تكتنز ذاكرته الحوادث والأحداث ، موسوعة علمية ، وسفر تأريخ حي ، وسجل ذاخر بالعطاء ، معدن صدق ، ومحضن تربية ، فقناك سيدي أمة في رجل، فارس كريهة ، وخل محراب يعمر مساجد الله ، وداعية فضيلة يدعو إلى الله على بصيرة ، سيد المنابر يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، وناشد العدالة حيث تسنم جهازالقضاء في الثورة الإرترية وحاز ثقة الأعداء والأصدقاء ونال رضى الجميع يقضي بالحق ويفصل بين الناس ، سيد اليراع يطوعه بجزيل العبارة وصادق القول ويروي الأحداث بتجرد ودقة ، وركن قوة نأوي إليه عند إشتداد الخطوب . لكننا رغم عظم المصيبة نقول الصبر أعظم وأجمل فنتزين به ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ) .نبكيك سيدي في يوم الرحيل المر ؟ بل نبكي على أنفسنا !! وما يجدي البكاء !!!تبكيك المساجد التي أعتدت على عمارتها صلاة وذكراً في خشوع وبكاء دون أن تقعدك عنها رخصة طبيب أو نصيحة مشفق، تبكيك الأسحار التي لم يمنعك عنها برد الشتاء القارص، ولا عناء جلسات العمل الطوال ، يبكيك شيخي صيام الإثنين والخميس الذي أدمنته منذ بواكير حياتك رغم سقم الجسم ونحالة البدن ، فصار من لوازمها دون أن تحول عنه موانع المرض وصوارف العاديات ، تبكيك محاضن التربية التي طالما استضافتك تقبل نحوك في شوق ووله تستقي من معينك في صمت مهيب ، تبكيك جلسات التفاكر والتشاور في مصير الأمة التي حملت همها وأثقلتك حتى جعلتها شغلك الشاغل .حملت عبئ الدعوة منذ بواكير حياتك ، وصارعت قوى الشر وهي في عنفوان طغيانها، فاستعصيت عليها ، ونالك منها الأذى فلم تنكسر رغم صنوف العذاب وقسوة السجون ولم تنتصر لنفسك فعفوت عند المقدرة ، وحقاً فإن سيد القوم لا يحمل الحقد ، وثبت عند أحتدام الشدائد تذود عن المبادئ ثبات الشم في وجه العواتي دون نكوص أو تراجع (ما نسينا أنت قد علمتنا بسمة المؤمن في وجه الردى ) لم تضجر لضيق ذات اليد ، ولم تتذمر لظلم الصديق ، ولم تحن الجبهة الشماء مداهنة أو مسايرة ، عهدناك تنتصر للحق في شمم دون أن تعتريك لحظة ضعف أو استكانة، لم تلتفت لفتاة الحلول الجزئية، أو تحد عن الجادة ، طمعاً في مغنم أو خشية سطوة ، لم تكتنز مالاً ، ولم تجمع ثروة ، ورحلت كما النخلة باسقاً، نقي السريرة سليم الطوية .نعاهدك شيخنا الجليل أن نظل على العهد لا نقيل ولا نستقيل ، وإن الراية التي بذلت في سبيل رفعتها كل غال ونفيس وقدمت في سبيلها خيرة أخوانك وأبنائك شهداء أن تظل عالية خفاقة لا تنتكس أبداً ، وأن المبادئ التي ربيتنا عليها لانحيد عنها قيد أنملة إن شاء الله فنم نوم قرير العين هانيها. أعزي فيك نفسي وأخواني في الحزب الإسلامي قيادة وقاعدة ، وأعزي فيك الشعب الإرتري قاطبة ،والأمة الإسلامية جمعاء ، فلم تكن سيدي في يوم من الأيام رب أسرة أو رجل عشيرة يحصر همه في شؤونه الخاصة ، لكنك رجل أمة ، وركن جماعة ، وقدوة مجتمع تسعى للإصلاح ما استطعت ، وعزائي موصول لأهل بيتك أجمعين . اللهم إنا نشهد لعبدك بالصلاح، والاستقامة ، فأقبله عنك بقبول حسن ، وأسكنه فسيح جناتك مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً ، وأنزل على قبره شآبيب الرحمة والرضوان ، ولا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده ، وأجعل البركة في عقبه ، وأجرنا في مصيبتنا ، وأبدلنا خيراً منها ، وألهمنا وآله الصبر والسلوان . وأخر دعوانا أن الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه له الأمر من قبل ومن بعد واليه يرجع الأمر كله وهو العزيز الحكيم .

الرجل .... والقضية

الشيخ/ محمد إسماعيل عبده
الرجل .... والقضية

محمد عثمان محمد نور
2008/10/3

قال تعالي: (ولنبلونكُم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين ،الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون،أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المفلحون )، سورة البقر الآيات(155-157).
توفي الشيخ/ محمد إسماعيل عبده (أبو نوال) رئيس مجلس شوري الحزب الإسلامي الإرتري للعدالة والتنمية في صبيحة 2 / شوال 1429م ،الموافق 1/ أكتوبر 2008م علي عمر تجاوز السبعون عاما ، ولد الشيخ في مدينة صنعفي في بيت عرف بالدين والعلم ،ولذا وجد اهتماما وتشجيعا نحو العلم من الأسرة إضافة إلي همته ورغبته الذاتية.
إذ بدأ مراحل تعلميه الأولية والوسطي في إرتريا ،ثم هاجر إلي جمهورية مصر العربية طلبا للعلم ،حيث درس الثانوية وما فوق الثانوية وتخرج من دبلوم تجارة .
أثناء فترة دراسته في مصر التحق بحركة الأخوان المسلمين وعمل في صفوفها منذ عام 1954م ، حيث كان من قبل من شباب حزب الرابطة الإسلامية الإرترية الذي تأسس منذ أربعينات القرن الماضي ،وبعد تخرجه وعودته إلي إرتريا عمل في حقل التعليم معلما ومربيا للأجيال بمدرسة الجالية العربية في أسمرا حتي عام 1964م ،إذ خرج حينها من أسمرا متخفيا والتحق بجبهة التحرير الإرترية في الميدان ،بعد أن علم أنه مطلوب القبض عليه لناشطه السياسي واتهامه بالانتماء لجبهة التحرير الإرترية.
والجدير بالذكر أنه كان عضوا عاملا في حركة تحرير ارتريا التي سبقت قيام جبهة التحرير الإرترية، ثم التحق بجبهة التحرير الإرترية منذ تأسيسها في عام 1960م،كما أفاد بذلك رفيق دربه وصديقه الشيخ/ حامد تركي.
أسرته الصغيرة : خلف الشيخ ستة من الأولاد ،ابن واحد وخمس بنات وهم بالترتيب –
د/ نوال (أم مازن) طب كسلا ،د/ مواهب طب شندي، زينب – اقتصاد الخرطوم، هناء – آداب الخرطوم ،عبد الرحمن –تجارة جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا، هدي– اقتصاد الخرطوم، وكل أولاده أكملوا تعليمهم الجامعي ماعدا هذي أصغرهم في السنة الثانية، مضي الشيخ إلي الأجل المحتوم (كل نفس ذائقة الموت) وأفضي إلي ماقدم وترك لنا علي المستوي الخاص ذرية نجباء صالحين وزوجة عصامية صابرة محتسبة كانت له خير معين علي طريق الدعوة والجهاد ،وخير معلم ومربي لأولادها.
المواقع التي عمل بها : كلف الشيخ محمد إسماعيل بالعديد من المهام والمسئوليات التي هو أهل لها، دون أن يسعي إليها أو يتطلع نذكر من أبرزها :
1/ عضو القيادة الثورية في عام 1965م
2/عضو المجلس الثوري في عام 1975م ،كما عمل في تلك الفترة رئيسا لمحكمة الاستئناف التابعة للجبهة التحرير الإرترية إلي حين اعتقاله في نهاية السبعينات من قبل الجبهة .
3/ رئيس منظمة الرواد المسلمين الإرترية من 1981-1988م.
4/ أمين العلاقات الخارجية لحركة الجهاد الإسلامي الإرتري من 1989-1994م.
5/ نائب أمير حركة الجهاد الإسلامي الإرتري (عرفة )1994-1998م.
6/ رئيس مجلس شوري حركة الخلاص الإسلامي الإرتري 1998-2004م.
7/ رئيس مجلس شوري الحزب الإسلامي الإرتري للعدالة والتنمية 2004-2008م
قطوف من خصاله ومناقبه :خصال الشيخ محمد إسماعيل ومناقبه عظيمة جليلة تتبعها ورصدها يحتاج إلي دراية وطول صبر ولذلك نحن نذكر بعضا من ذلك علي سبيل المثال لا الحصر.
· كان الشيخ/ محمد إسماعيل رجلا موفقا جمع الله له بين السياسة والدعوة والإدارة والتربية والتعليم ،والقضاء.
· كان يتمتع بعلاقات واسعة علي المستوي الارتري (الوطني والإسلامي) وأيضا علي مستوي الأشقاء والأصدقاء أفرادا وأحزابا وجماعات، ويحظي باحترام وتقدير من الجميع .
· كان من دعاة الوحدة علي كل المستويات الإسلامية والوطنية ،ورجل الوسط الذي كل يخطب وده.
· كان هميماً يتدفق حيوية ونشاطاً ،محبا للدقة والنظام، صاحب ذهن صافي وذاكرة حية متقدة ،سجل لنا بعضا مما كانت تحويه ذاكرته في حلقات متسلسلة بلغت في مجملها (17) حلقة ، تحت عنوان: الثورة الإرترية و حصاد ثلاثون عاما، صدرت تباعا في نشرة الرباط لسان حال الحزب الإسلامي الإرتري للعدالة والتنمية حاليا،نأمل أن تري النور في إصدارة جامعة تخلد اسمه وذكراه ويستفاد منها الأجيال .
· كان من القلائل المخضرمين الذين عاصروا كل مراحل الثورة الإرترية وتطوراتها صعودا وهبوطا ثورة ودولة ،وهو يتمتع بوعي سياسي ونضج فكري وثقافي، كان طيب المعشَر لين الجانب يألف ويؤلف ،يحبه كل من عمل معه أوتعرف عليه .
· كان عابدا ورعا زاهدا ساجدا باكيا متضرعا، أبو نوال رجل تبكيه السماء والأرض ولكن مانقول إلي مايرضي الرب أنها سنة الحياة (كل من عليها فان ).
· نعاه الشيخ خليل محمد عامر الأمين العام للحزب الإسلامي الإرتري للعدالة والتنمية في أمسية اليوم الثاني من وفاته 2/ أكتوبر في ختام العزاء بكلمات مختارة فقال فيه:
· الشيخ أبو نوال– لم يشغل وقته إلا بالدعوة والجهاد.
· كلنا غرس أبو نوال.
· هو الأب الودود الحنون.
· نحن فقدناه في أحلك الظروف.
· رحل أبو نوال من دنيانا الفانية ولم يترك شيئا يورث لاداراً ولا مالا.
· عمر طويل وعطاء جزيل واستقامة في الدين والخلق ،إنها لعيشة هنية في رحاب الدعوة والجهاد ،وميتة سوية مشفوعة بحسن ختام بعد صيام وقيام ،هذا ظننا وتقديرنا والله يتولي السرائر .
اللهم تقبله عندك مع الصديقين والشهداء والصالحينوحسبنا الله ونعم الوكيل

ዕረፍቲ-ሞት ሸኽ መሓመድ ኢስማዒል ዓብዱ

ብዛዕባ ዕረፍቲ-ሞት ሸኽ መሓመድ ኢስማዒል ዓብዱ ፡ ብመንገዲ በመርበብ-ሓበሬታ ደንጉየ ሰሚዔ ኣዚየ’ውን ሰንቢደ ፡፡
ሽኸ መሓመድ ኢስማዒል ምሉእ ሂወቱ ብዘይዕረፍቲ ንቃልሲ ዘወፈየባእታ ምንባሩ ዘይፈልጥ ኣሎ ኢለ ኣይግምትን ፡ ኣብ ልዕሊ ኢዚ ኩሉ ግንንሸክ መሓምድ ኢስማዒል ፍሉይ ባእታ ዝገብሮ ህዱእን፣መስተውዓልን ፣ጥራሕ ዘይኮነስ ፍትሔኛን ፣ፈታው-ሓቅን ምንባሩ ኢዩ፡፡
ወዲ ሰብ ነባሪ ኣይኾንን ኢንሆ’ውን ሸኽ መሓመድ ኢስማዒል ብሞት
ተፈልዩና ንዑኡ ኣማላኽ ይቀበሎ ንኽብርቲ በዓልቲ ቤቱ ው/ሮ ፍጥና ምስ
ምስ ምሉኣት ደቃ ኣምላኽ ጽንዓት ኢብል ፡፡

ገብሩ ሓጎስ
ኣባል ግንባር ሃገራዊ ድሕነት ኤርትራ
ጀርመን 05/10/2008