الثلاثاء، 14 أكتوبر 2008

وداعا الشيخ المجاهد

وداعا.. الشيخ المجاهد
محمد اسماعيل عبده
بقلم \ محمود عثمان إيلوس
03/10/2008م

نعم اليوم أيضا نشهد خاتمة أحد صناع إرادة الأمة؛ الشيخ المجاهد القائد محمد اسماعيل عبده ، الذي ترجل لملاقاة ربه بين يدي عيد الفطر المبارك، وكتابه، بل وصحائفه مزينة برحيق العمل الصالح ، أو هكذا نحسب، لما كنا نشهد الرجل – دائما- في مقامات الخير ما بين المسجد صلاة وصياما وقياما وساحات التربية. وهو من بعد من ذلك الجيل الأول في قيادة جبهة التحرير الإرترية في عصرها الذهبي ، نضالا وكفاحا في سبيل تحقيق الاستقلال الإرتري طالما حلم به المجتمع الإرتري المسلم منذ أربعينات القرن المنصرم ، وهو قائد أولئك النفر الذين اطلقوا منظمة الرواد المسلمين الإرترية منذ مطلع ثمانينات القرن المنصرم ، وذهبوا طريقا ثانيا عقب انكسارات جبهة التحرير الإرترية ، كبادرة أولى لتجديد مجاهدات المسلمين الإرترين وعقدا بعد عقد تمكنوا من ارساء تجربة الحركة الاسلامية الإرترية بشتى مشاربها الفكرية. والشيخ محمد اسماعيل يعتبر صاحب القدح المعلى في تحقيق ما نراه من اعتدال منهج الاسلاميين الارتريين وابتعادهم عن الشطط الذي ربما يصيب كثيرا من التجارب السياسية الحديثة في العالم ، وهذا ما يجلس اليوم يمين الحركة السياسية الإرترية مع يسارها تحت سقف المصالح الوطنية العليا ، بغض النظر عن قوة أو ضعف تلك المظلة الممثلة في التحالف الإرتري المعارض . وهذا و ذاك بما فيها تجربة الشيخ محمد اسماعيل عناوين وموضوعات بارزة للبحث والتدوين توثيقا وابرازا للايجابيات دون اندثارها في خضم معاناة الحاضر. الشيخ محمد اسماعيل صاحب مدرسة فريدة في العمل الفكري السياسي ، جمع ما بين الممارسة السياسية بكل تبعاتها والاعتصام بالاسلام قولا وعملا . وأنا في هذه اللحظات لا أملك سوى هذه الأسطر القليلة ، لاسيما وأنا ابتعد مكانا عن تلاقي الأخوة والاصدقاء ، انها بمثابة دمعة الحزن في فقد الشيخ المربي. وتعازي للشارع الإرتري المسلم ورفقاء دربه في الثورة الإرترية وأخوته وأحبائه في الحزب الإسلامي الإرتري للعدالة والتنمية في شتى انحاء العالم ، ولأسرته الكريمة .

2 أكتوبر 2008
محمود عثمان إيلوس

اتعبت من بعدك يا ابا نوال رحمك الله

بسم الله الرحمن الرحيم

الشيخ المجاهد السباق إلى أبوا ب الجنة
أتعبت من بعدك يا أبا نوال رحمك الله

باسم القروي
13ِِِ102008م
كنت مثل أبي بكر الصديق - رحمك الله يا شيخ الأمة يا أبا نوال - الذي إذا ذكرت أبواب الجنة كان هو الحاضر فيها فكان الأول في الإسلام، والإنفاق ، والصلاة، والصيام. مثلما كان الأول في السياسة ، والحكم، والصبر، والثبات.
يا أبا نوال- رحمك الله- أتعبت من بعدك لأن اسمك مدون في الأوائل فمنذ نعومة أظافرك كنت تحمل هموم الأمة لا هموم نفسك وأسرتك فكان :
 حضورك الفاعل في طلاب الرابطة الإسلامية الأرترية
 حضورك الفاعل في حركة تحرير أرتريا
 حضورك القائد في جبهة التحرير الأرترية
 حضورك الرائد في الحركة الإسلامية العالمية والمحلية
وفي كل ذلك كنت ضمن القدوة الصالحة في :
الرأي السديد
الفكر الناضج
الجهاد المتواصل
الصبر الجميل
الإمام المؤلف للقلوب والصفوف
العصامي المثقف الذي جمع بين علم الدين فقها وحفظا، وبين علم السياسة تعليما وممارسة.
الزهد والعبادة ؛ فقد أحيى النهار صياما، وأحيى الليل صلاة وقياما وذكرا وتلاوة. ولم يكن يتناول من الطعام والشراب إلا ما يقيم به صلبه ويعينه على أداء واجباته ، عرفناه ممتنعا عن كل ما يعد زائدا عن الحاجة في طعامه وشرابه، لا شاي يشرب ، ولا قهوة، ولا مشروبات الترف أو العادة ، لم تكن للشيخ الفقيد عادة آسرة تعيقه عن أداء واجبه مثل الآخرين.
كنت جنديا مطيعا خدوما كما كنت قائدا مطاعا محبوبا.
 انشق الناس عن جبهة التحرير فلم تر في الانشقاق عنها دواءها فصمدت في صفها حتى خذلتك وخانتك هي .
 تساقط الناس عن درب النضال فكنت في صف الصامدين الصابرين
 جمع الناس باسم النضال والجهاد أموالا فاخترت أنت أن تنضم إلى زمرة المساكين
 بنى الناس قصورا وكان اختيارك أنت أن تعيش في بيت إيجار ويخرج جثمانك الطاهر إلى مثواه الأخير من بيت إيجار
 سجنتك قيادة حزب العمل في جبهة التحرير فصبرت أربع سنوات في عذابها
 تركن في جسمك المجاهد الصابر أوسمة شرف ذهبت معك إلى المقابر لتشهد لك – إن شاء الله – بأنك كنت الأصيل هدفا ووسيلة وصبرا وتضحية.
 نالوا من جسمك الأبي لكنك كنت قد أهديته إلى القضية منذ أن بدأت أنت مسيرة الكبار وقد تلاشى خصومك الشيوعيون بين مستسلم لحكومة الجبهة الشعبية أو مبعثر في تنظيمات المعارضة ومنهم من أصبح أسير مصلحته يتقلب بها في مواسم الخصب من تنظيم إلى آخر وبقيت أنت الأصالة والتاريخ والخلق والجهاد النبيل تعبر عن ضمير الأمة عقيدة ومصيرا وكرامة.
 كنت رجل إصلاح وتأليف وحدة الصف ولهذا اختارك أخوانك عبر مسيرة الجهاد في مواقع القيادة والريادة فذهبت بهم بعيدا عن الاقتتال والمهاترات عندما انشق عن الصف بعضهم وذهبت بهم بعيدا عن حضيض التساقط والتخاذل عندما ضغطت على الناس ابتلاءات حصار السياسة ومرارة الغربة .
 كنت قدوة في زهدك في حالتي الرخاء والشدة التي مرت بها حركة الإسلام في أرتريا فلم تر غير قنوع صبور تحب الخير للناس .و كنت من الخاصة علما وريادة وكنت من العامة معيشة وخدمة تصبر على الجوع مرة وتعيش على الكفاف كثيرا ولم تعرف مظاهر الترف إلى حياتك سبيلا
 كنت لله فكان الله معك حيث حفظ لك أهلك وولدك وعلمهم ورباهم خير تعليم وخير تربية ونحسب أنهم خير خلف لخير سلف رعاهم الله
 ودعناك جسما وروحا لكن جهادك الطيب حاضر يحمل سيفك الذي لا يزال مرفوعا حتى تحقق الأهداف التي جاهدت من أجلها، وسجنت من أجلها، وعذبت من أجلها ،وعانيت الفقر والحرمان والمرض من أجلها، وعانت جنازتك من مرارة الغربة وجور السياسة من أجلها، كما كانت حياتك كلها جهادا وعناء ومرارة .
 كان المناسب لقدرك إقامة حفلات تأبين واسعة المكان والزمان والجمهور
 كان المناسب لقدرك أن تدفن في البلدة التي شهدت انطلاقتك الأولى للجهاد
 كان المناسب لقدرك أن تشيع من كل محبيك وجمهور تنظيمك الواسع عضوية، والمترامي مساحة ، والمتعدد فروعا .
 نعبر عن أحاسيس الألم الذي تمتزج به مشاعرنا، ونتواصى على مواصلة درب القدوة الصابر .
 كان المناسب لقدرك أن تعزي فيك كل القوى السياسية الأرترية حكومة ومعارضة وشعبا .. لأنك كنت من بقية الرعيل الأول نضالا وجهادا وتاريخا وثباتا وعقيدة وأخلاقا.
فاعذرنا أيها الشيخ الجليل لأن قيود السياسة التي تركتها حيا، لا تزال تحاصر قبرك ، وحزبك ، وخلفاءك، وأتباعك\، وأنصارك . ومع ذلك نعيش على الآمل الذي علمتنا أن نعيشه، والعمل الذي علمتنا أن نتمسك به ؛ خيارا وحيدا لتحقيق مقاصد الأمة في حماية عرضها واسترداد حقوقها وتمكين دينها . وعلى الجهاد الذي رفعت رايته مع إخوانك إعزازا للحق وقهرا للباطل ، وقد شهدت بطولاتك أرض الكنانة مصر العزيزة، وأرض أفغانستان المجاهدة الشامخة ، وقبلهما وبعدهما أرض الصدق؛ أرتريا الأمل، والخضرة، والسلام ، والإسلام .
اللهم ارحم الشيخ أبا نوال وارفع مقامه وأكرم نزله واغفر لنا وله ولا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده وثبتنا على العمل الصالح في دربه

وترجل الفارس المغوار ...

وترجل الفارس المغوار ... وهو يشكو الي الله ظلم العباد
بقلم :- على م. علي
09/10/2008م

عندما رن جرس الهاتف في صباع يوم العيد لم يخطر ببالي انه سيقل الخبر المفجع وكنت اعتقد انها تهنئة العيد ... فحدثني بصوت خافت ومتغير غير الذي عهدته ... فقلت ماذا هناك فاذا به يخبرني ان الشيخ محمد اسماعيل عبده انتقل الي جوار ربه ... اقولها صادقا ماتمنيت ان اسمع هذا الخبر رغم ايماني الراسخ ان لكل اجل كتاب ... فقلت ليس هذا وقتك للرحيل الكل كان في حاجة اليك .
الساحة الوطنية كانت بحاجة اليك مواقفك الوسطية ومرونك المتوازنة ورؤيتك التوافقية مقدرا مصلحة الوطن ... ولكن عزائها انك ارسيت لها منهج وتجربة ستبقي الأساس المسلمون كانو بحاجة في كل بقاع المعمورة فلم يكن همك فقط ارتريا وانما كنت مناصرا لكل قضية عادلة ومدافعا عن حقوق المسلمين في كل مكان وتشهد المؤتمرات الدولية والمقابلات الشخصية لك الحزب شيبه وشبابه واشباله كان بحاجة فقد كنت القدوة تحترم الكبير وترحم الصغير الكل يجد مكانا عندك فتارة ناصحا ومربيا واخري مستمعا ومشاركا .... التواضع شيمة من شيمك والغضب في الله صفة يتذكرك بها كل من عرفك ونبذ العنصرية والقبلبية ميزة يعرفها عنك القاصي والداني .
فهل حقا رحلت وكنت فينا سراجا اذا اظلم الليل بؤسا اضاء
رحلت بعيد وصرنا يتامي اتيناك والشوق ملئ الحنايا
كانا حياري ونأمل بين يديك اهتداء وجدناك قلبا محبا ... عطوفا ونهر يفيض بمعني الضفاء
وجدناك قلبا يفيض سماحا ويجهل كل معاني العداء عرفناك حر تلقن للجيل معني الفداء
تعلمه كيف يحي كريما يعيش كريما يموت كريما نعم كنت المربي والحادي ....
وكنت كالنور ينير الطريق وكنت كالشمس يشع الضياء
وكنت تعلو فوق الصغائر وتسمو فوق الجرح الغائر
ترحل عنا ياشيخنا لكن تكون ذكراك باقية في القلوب في كل المسافات القريبة والبعيدة ... تأبين في اروبا ورثاء في اسيا وعبرات وذكريات تسطر من السودان من كل البقاع .
كيف لا وقد وهبت العمر لله للدين للوطن ...
وكم تألق في الأفلاك من قمر وكم تسامت بعز الدين هامات
وكم تربع فوق الشم ذو أدب قد خلدته برغم الموت كتابات
نعم لقد عشت الحياة زاهدا محتسبا ترنو لارضاء الخالق تتمني لقاه وكلك امل وثقة بعفوه وصفحه .
وقد عشقت ترنو الي الفردوس في امل والمخلصون لهم في الخلد غايات
كنت قارءا لكتاب الله ذاكرا عابد فرفعك الله درجات بمحبته آمرا اهل الأرض بها
الله يرفع أهل الفضل منزلة ويذكر الدهر اقوام وان ماتو
ويصدق فيك قول الأمام الشافعي (من وعظ اخاه بفعله كان هاديا ) من المواقف التي لا انساها زرت الشيخ انا ومجموعة من اخوني بعد عملية القلب الناجحة التي اجريت له في بيبته (المؤجر) في الخرطوم فنسأله عن صحته ... ويسألنا عن العمل فيالها من نفس تتناسي الآمها وجراحاتها في حضرة العمل العام ....لقد كنت كبيرا في كل موافقك وبقيت كبيرا في العيون طول حياتك بصدقك واخلاصك وتفانيك لمبدئك وفكرتك ويشهد لك بذلك الأعداء قبل الأصدقاء ... وستظل كبير في عيون محبيك وفي عيون كل عشاق الحرية وراد التغيير ..حدثني احد الثقات ان الشيخ كان نزيلا عندهم في احد طوافاته الميدانية فقام الشيخ كعادته في الثلث الأخير من الليل ليناجي ربه فلم يجد اي فرش او سجادة فصلي ما شاء الله له وكان المكان كله حصي وحجر يقول محدثي حاولت ان اصلي في ذلك المكان ركعتين فلم استطع ... نعم حلاوة الايمان ومن ذاق عرف . ارتحل الشيخ عن دنيانا الفانية بعد جهاد طويل ... بعد ان اطمئن علي ان البذرة التي غرسها نمت وقوي عودها وان الدفعات التي تخرجت علي يديه من الشباب من المدرسة الايمانية انتشرت في كل بقاع العالم تتقدم صفوف الجاليات الارترية ينادون بالحريات ويحاربون الدكتاتوريات الذي كان ديدن الشيخ .... فقر عينا ياشيخنا ان الدعوة التي بدأتها مع القلة من اخوانك والتي اوذيتم في سبيلها حتي وصل بالطغاة باطفاء السجائر علي رؤسكم وحبسكم تحت الأرض , جهلو انكم اصحاب هدف ورسالة ولا تثنيكم عن المقصد كل العذابات .... وما علمو انكم ترون الضوء في آخر النفق فواصلتم المسير رغم قلة النصير .... فهنيئا لك شيخنا وقد رأيت بام عينيك ان تلاميذك علي ذات الطريق ماضون وعلي العهد باقون وللفضيلة مناصرون وللزيلة محاربون ... هنيئا لك وانت تري منهم السياسي المحنك والاعلامي الرقم والدبلوماسي اللبق والعسكري الشجاع والتاجر الصادق والأكاديمي الناجح هذا مارأيته فقط ولربما سيكون لأبنائك شأن في المستقبل اما في الآخرة فما عند الله خير وابقي .... نقول لك مؤكدين .... ان الطريق الذي رسمة ملامحه والنهج القويم الذي ارتضيته والموافق المشرفة التي صغتها عبر السنين ستظل طريقنا ومنهجنا ومواقفنا لا نحيد عنها قيد انملة وسندافع عنها حتي اخر الرمق مادام فينا عرق ينبض .ترحل ياشيخنا الجليل وانت تشكو ظلم البشر لأكثر من خمسة عقود من الزمان بداية في زمن الثورة من العلمانيين ونهاية بعصابة افورقي فكنت من القلة الذين ترجلو ودافعو عن حمي الدين والوطن في زمن عز فيه الرجال وبقيت من القلة المدافعين ايضا عن الكرامة والدين لم تثنيك عواصف الدهر بل تزيدك الأيام قوة الي قوتك ... بنيت البناء بكل ثقة ويقين حتي اكتملت كل اطرافه واطمئننت علي ثباته ورسوخه . ويالاسف ... تدفع عمرك ثمنا للوطن وكرامته لكنك لم تر منه شيئا استحقته فعذرا فالطغمة الذين جمعتهم المصالح لا يعرفون للشرف معني وللوفاء طريقا ... وتدفن خارج حدود الوطن لتضاف الي الأبطال من قادتنا الذين شكو الي الله ظلم العباد الي العباد في الحياة وبعض الممات امثال ابراهيم سلطان وادريس محمد ادم وعثملن صالح سبي والكثيرين الذي لايسع المجال لذكرهم
في ختام حديثي دعوات اطلقها الي
أسرة الشيخ ... الفقد كان كبيرا .. جبر الله الكسر وابدلكم من المصيبة خيرا
الحزب الاسلامي قيادة وقاعدة كونو للحق انصارا وللظلم سيفا بتارا فاليل لن يطول وسيأتي غدا الفجرا
المسلمين كونو للوحدة انصارا وللفرقة نار وشرارة لأن الأولي مختارة من رب الجنة والنارا
الارتريين ابنو بالتعايش بيتا و(دارا)