الخميس، 30 أكتوبر 2008

موقع رابطة الشباب الاسلامي بلندن


الكاتب/ الرابطة

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه ومن اقتفى أثره إلى يوم الدين، وبعد
قال محمد بن الحسين في وصف العلماء وأثرهم في الخلق وحاجة الناس إليهم "إن الله عز وجل اختص من خلقه من أحب، فهداهم اللإيمان، ثم اختص من سائر المؤمنين مَن أحب، فتفضل عليهم فعلمهم الكتاب والحكمة، وفقّههم في الدين، وعلّمهم التأويل، وفضّلهم على سائر المؤمنين، وذلك في كل زمان وأوان، رفعهم بالعلم، وزينهم بالحلم، بهم يُعرف الحلال من الحرام، والحق من الباطل، والضار من النافع، والحسن من القبيح". لقد علمت من أحد الإخوة الفضلاء بخبر وفاة الشيخ العالم محمد إسماعيل عبده رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته ورفع درجته في عليين. وقد تألمت -كما تألم الكثيرون- عند سماعي لهذا الخبر المحزن ففقد العلماء ثلمة في الدين لا يسدها شيئ كيف لا وحياتهم غنيمة، وموتهم مصيبة وقبض للعلم كما جاء في حديث عبدالله بن عمرو بن العاص في الصحيحيين { إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من صدور الرجال , ولكن يقبض العلم بقبض العلماء}. لكنني حزنت وتألمت أكثر وأكثر لأنني لم أعرف عن هذا الشيخ الجليل والعالم الرباني شيئاً حتى سمعت بنبأ وفاته وإنتقاله عن هذه الدنيا...حزنت على حالي وحال الكثيرين ممن حرموا معرفة هذه الرموز الكبيرة والنجوم المضيئة من أبناء شعبنا الإرتري حتى ظننا أن بلادنا الجميلة قد عقمت عن إخراج علماء وفقهاء يوثق في علمهم ويتبصر بنورهم ويسترشد بكلامهم. لقي الشيخ أبا نوال محمد إسماعيل عبده ربه بعد أن أفنى عمره من أجل قضية شعبه الكبرى متحملاً الأمانة التي وضعها الله في عنقه وأعناق العلماء إلى يوم القيامة "لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ"، كما رحل غيره من دعاتنا الكبار وعلمائنا الأبرار الذين شهد لهم القاصي والداني بعلمهم الغزير وورعهم وتقواهم وعبادتهم...رحلوا دون أن يعرفهم الكثيرون -وما يضرهم ذلك- فكانت الخسارة مضاعفة إذ لم نستفد من علمهم الكبير في حياتهم ثم لم نتشرف بالتعريف عنهم والفخر بهم كرموز إسلاميه إرترية بعد وفاتهم فما أكبر المصيبة حين نعرف هؤلاء الأفذاذ بعد وفاتهم ثم ما أعظم المصيبة إذا ما ماتوا دون أن نسمع بهم أو نشعر بوجودهم .....فاللهم رحماك.

لعمرك ما الرزية فقد مال**** ولا شاة تموت ولا بعير
ولكـن الرزيـة فقـد حُرٍّ**** يموت بموته خلق كثير

إن التعريف بعلماء ودعاة إرتريا هو مسؤولية كبرى وخدمة جليلة يحتاجها شعبنا الإرتري المسلم أيما حاجة كي يرفع هامته بين الناس وكي يتبوأ مكانته بين الأمم ولكي يستضيئ بنورهم -رضي الله عنهم- في دربه المتعثر ولكي يتحد ويترابط أفراده برابطة الدين العظيمة التي شرف الله بها أهل الإسلام والتي لن تحل محلها وتؤدي دورها الراوابط الأرضيه الضعيفة المتهالكة.