الأربعاء، 21 أبريل 2010

دعاة وعلماء ومفكرون إرتريون عرفتهم

بسم الله الرحمن الرحيم

دعاة وعلماء ومفكرون إرتريون عرفتهم

(((2 )))

الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف خلق الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن إتبع هداه. أما بعد :

سعيد إبن عطا القاضي

[شيخنا له من اسمه نصيب] ِ

فهو : سعيد إبن عطا القاضي: فالسعادة من اسبابها العطاء، وإحقاق الحق عن طريق القاضي العادل الذي جعل الله جزاءه الجنة، فقد ولد فضيلة شيخنا ( أبو عبد الله ) من أبوين كريمين أحسنا تربيته وإسمه ورعايته ، نسال الله أن يجزل لهم المثوبة في الدنيا وجنات النعيم في الآخرة ، وإن أفضل إستثمار يدخره الإنسان بعد موته إبن صالح يدعوا له.

المولد والنشأة :

في مرتفعات العاصمة اسمرا التي تدل على عظمة الخالق المبدع حيث الطبيعة الخلابة، والطقس المعتدل بين نسيم الصبا وأنسام الصباح، وبين خيوط الشمس وأنوار القمر، وبين زخات المطر وحسيس السحاب ، وفي بيت مبارك تعطره آيات القرآن وذكر الواحد الديان ولد فضيلة الداعية سعيد إبن عطا القاضي .

ومع إستيلاء( منجستوا هيلي ماريام) على مقاليد الحكم في إثيوبيا وتلقيه الدعم غير المحدود من المعسكر الإشتراكي وإجتياحه أرتريا بقوة عسكرية هائلة مسنودة بخبراء وأسلحة فتاكة من نفس المعسكر وغيره، ومحاولة القضاء على الثورة الأرترية التي كانت قد تمكنت من إسترداد وتحرير معظم الأراضي المغتصبة ، أخذ التدفق الأثيوبي وزاد صمود الثورة وتضاعفت التضحيات وإشتدت وطئة المستعمر وبدأ الناس يفرون الى الدول المجاورة ،

فهاجر شيخنا ( أبو عبد الله ) مع اسرته الكريمة الى السودان الشقيق في عام 1980 ميلادية وعاش خمس سنوات متنقلا بين معسكرات اللآجئين الأرتريين في شرق السودان ومنها إنتقل مع أسرته الى المملكة العربية السعودية التي تكونت فيها شخصيته العلمية حيث درس المرحلة الإبتدائية والمتوسطة والثانوية .

وتتواصل الرحلة في مناكب الأرض .

وتقرر الأسرة الإنتقال الى كندا وعمر شيخنا آنذاك ستة عشر عاما ، فإذا بالفتي اليافع يهرع الى إستشارة مشايخه الذين تتلمذ على أيديهم ومنهم فضيلة الشيخ / الدكتورعبد الرحمن المحمود ، وإذا إستشارة المشايخ توافق هواه ويقرر عدم السفر الى بلاد الغرب خوفا على دينه ويتجه الي طلب العلم الشرعي وإكمال نقصه العلمي وتثبيت القرآن الكريم الذي أحبه و تعلق قلبه به في وقت مبكر من حياته .

الدين والعجين:

كل من طلب الدين إحتاج الى غذاء العجين وشيخنا( أبو عبد الله) آثر طلب العلم" فكيف يستطيع أن يتدبر معيشته ؟

قال لي الشيخ/ أبو عبد الله حفظه الله :[ بفضل الله على فتحت على ابواب الرزق ولم يحوجني ربي الى أحد ، مع أن مشايخي كانوا قد وعدوني بالمساعدة إذا احتجت اليهم ]

التوكل وبركة القرآن الكريم:

مع حسن توكله على الله فتح الله على شيخنا عملا مسائيا حيث عمل مدرسا للقرآن الكريم في مسجد الراجحي بالرياض وعمره لم يتجاوز بعد السابعة عشرة ربيعا ، ويبارك الله له في مدخول عمله ويغطي له متطلبات الحياة من إيجار المسكن والمأكل والملبس بل وحتي وقود السيارة.

إغتنام الفراغ قبل الشغل :

كان الشيخ/ أبو عبد الله في ذالك الوقت خفيف المحمل مقبلا على طلب العلم بشغف، فإذا به يملأ جرابه من بساتين العلم المختلفة ويقطف من رياحينه المتعددة ويتجول في حواشيه ومتونه ويجالس العلماء بالركب ويزاحم المجدين على حلقات العلماء ، فكانت بحق أفضل أيام طلبه وتحصيله، تكونت فيها ملكاته في الإدراك والإستنباط وإتسعت معارفه ومداركه في القياس والإستدلال . ومع ذالك إستمر شيخنا الحبيب في دراسته الأكاديمية لثلاثة أعوام متتالية حتي أكمل تعليمه الثانوي بتقدير بلغ درجة الإمتياز.

المنح والبعثات :

حصل فضيلة الشيخ/ أبو عبد الله علي منحة دراسية في الجماهيرية الليبية لدراسة الطب ، ولكن نسبة للظروف السياسية المضطربة آنذاك ولحكمة يعلمها الله آثر العمل لمدة سنة في مدينة الرياض في إحدي الشركات الإستثمارية ، ويثبت الشيخ جدارته كعادته دائما حيث علمنا عنه حبه للعمل وإتقانه وإجادته، فاءذا بالشركة تبعثه على نفقتها الخاصة لدراسة المرحلة الجامعية في مدينة الشارقة بالإمارات المتحدة في مجال الهندسة ، وبعد تحصيل إستمر عامين تبعثه الجامعة لدراسة دورة مكثفة لمدة شهرين في مدينة ( اكستر ) في بريطانيا .

نوي ولم يصل وصلي ولم ينو:

كانت نية الشيخ زيارة علمية قصيرة فتحولت الى إقامة طويلة تجاوزت الآن العشر سنوات في بريطانيا ، ولعل ذالك حدث لحكمة يعلمها الله ، فشيخنا الفاضل هو أحد الدعاة الذين يقدمون الدعوة الإسلامية في هذه البلاد وفق رؤية شرعية تراعي ضوابط الشرع ولا تتجاهل الأعراف، تنزل الأحكام مراتبها ولا تغفل التدرج، رؤية وسطية تعالج متطلبات الحياة بإرشاد الشرع وفقه الواقع، ويتضح ذالك من إختياره لأطروحة الماجستير وعنوانها { ضوابط التعامل مع غير المسلمين } وكان الشيخ حفظه الله بهمته العالية قد تجاوز في وقت قياسي دراسة بكلاريوس الشريعة في ( الجامعة الأمريكية المفتوحة فرع القاهرة ) ، وهو قدوة لجميع الشباب الظامئ لتحصيل العلم الشرعي ، فلم تمنعه مشاغله الدعوية ولا دراساته الأكاديمية ولا إحتياجات أسرته الصغيرة وعائلته الكبيرة من المضي في طريق طلب العلم الشرعي .

الشيخ والدراسة الأكاديمية :

لم يضيِع شيخنا الحبيب وقته سدي بل إغتنمه، وإستفادة من وجوده في بريطانيا ، حيث واصل دراسته الجامعية في مجال الرياضيات، ومن ثم الماجستير في تعليم الرياضيات ونظريات التعليم ، وقد مكنه ذالك من الإلتحاق بدورة التدريس

المعتمدة لتدريس مادة الرياضيات في الثانويات العامة والكليات(PGCE) والجامعات البريطانية، ويعمل حاليا في تحضير أطروحة الدكتوراة في مجال

( نظريات القيادة والإدراة في المؤسسات التعليمية وتطويرها ).

العمل الحالي :

- إمام وخطيب مسجد المنتدي الإسلامي بلندن.

- خطيب مشارك بصفة منتظمة في مسجد ( النجاشي ) التابع للجمعية الإسلامية الأرترية.

- مشرف عام علي مدرسة (البر) الإسلامية في مدينة برمنجهام .

الإنتاج العلمي والمشاركات الإعلامية :

- حلقات مسجلة مع قناة إقرأ في برنامج ( كرسي العلماء ).

- مجموعة من الإصدارات المسموعة باللغتين العربية والإنجليزية في عدد من المواقع الإسلامية ومنها موقع ( طريق الإيمان ).ومما تميَز به الشيخ / أبو عبد الله حفظه الله حبه وعشقه للدعوة الى الله فما من يوم طلبنا منه درسا أو خطبة أو محاضرة إلا وترك مشاغله وخرج في سبيل الله داعيا ومبلغا ، وقد أعطاه مزمارا من مزامير داوود فما اجمل صوته وأعذبه وهو يترنم بقراءة القرآن الكريم ، أسال الله أن يجازيه خيرا ويرفع قدره في الدنيا والآخرة .

المنهج والأسلوب :

يتبني شيخنا الفاضل في كل أطروحاته وندواته ودروسه المتعددة ، منهج الوسط والإعتدال حيث يدعوا الي التواصل والتقارب بين التيارات الإسلامية ، والسعي لجمع كلمة المسلمين ووحدتهم، والتركيز على نقاط الإتفاق والإجتماع، ويرفض العنف والشدة في التغيير والإصلاح مسترشدا بالغاية الاصلية والإرادة الربانية في مبعث خاتم النبيين – عليه الصلاة والسلام ،

حيث قال له ربه ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) .

هذه سيرة موجزة على داعية من دعاة بلدنا الحبيبة ارتريا ، وإنه لفخر لنا أن يكون من بين أحد قادة الأمة وأعلامها وموجهيها من بني جلد تنا ووطننا الغالي .

أخوكم / محمد جمعة أبو الرشيد .

2010/4/18

Mja741@hotmail.com

والي اللقاء مع في حلقة قادمة بإذن الله تعالي.

ليست هناك تعليقات: