الاثنين، 22 يونيو 2009

رحيل علم وأفول نجم

نعى الناعي صباح اليوم الأحد 21 يونيو 2009م علم من أعلام دعوتنا ورجل من قادة أمتنا نذر حياته لدينه داعياً الى الله على بصيرة معلما للأجيال وداعية خير وفضيلة نشأ في بيت علم ودين حيث ولد وترعرع في احد البيوتات الدينية التي أسهمت في نشرالإسلام في بلادنا ، تلقى تعليمه الأولي في ارتريا متنقلا بين معاهدها الدينية ثم هاجر طلبا للعلم إلى السودان فدرس بمعهد أم درمان العلمي ثم التحق بجامعة أم درمان الإسلامية وترقى في سلم العلم حتى حصل على الماجستير من معهد اللغة العربية التابع لجامعة الدول العربية بالخرطوم ثم الدكتورة التي لم يكملها لإنشغاله بأعباء الدعوة إنه الداعية الدكتور/ صالح على صالح رئيس مجلس شورى الحزب الإسلامي الإرتري للعدالة والتنمية .
التحق بجماعة الأخوان المسلمين منذ بواكير شبابه وأسس مع إخوانه الحركة الإسلامية الإرترية في 1978م وظل عضوا قياديا عاملا بها وكان أحد الأعمدة التي أسهمت في توحيد الجماعات الاسلامية الإرترية التي تمخضت عنها حركة الجهاد الإسلامي الإرتري في 1988م وقد تقلد فيها العديد من المواقع القيادية التشريعية والتنفيذية كان أحد أعمدة التعليم في ارتريا معلما وإداريا بجهاز التعليم الإرتري .
كان مثالا للداعية العالم العامل كاتبا ملهما وخطيبا موهوبا ومرجعا موثوق المعلومة معلماً ومربياً ناصحاً يواسي المكلوم ويحمل الكل ويعين على نوائب الدهر يتفقد إخوانه وأبناء دعوته يفرح لفرحهم ويتألم لمصابهم يكفكف دمعهم ويرشد حائرهم نقي السيرة والسريرة صادق الوجهة والتوجه لا يحابي ولا يداهن ولا يغضب إلا لله ولا يخاف في الحق لومة لائم يدعو في لين ويرشد بحكمة حباه الله بقلب يسع الجميع ورزقه عقلا راجحا وخلقاً دمثاً وورعاً ميزه عن غيره يقبل عند البذل ويدبر عند المغنم عفيف النفس قوي الإرادة حازم الرأي لا يقبل بأنصاف الحلول يصدع بالحق ولا يتلجلج منحه الله ذاكرة حافظة يسترجع أحداث الماضي دقيق النقل جريء الطرح مصلحا اجتماعياً يعمل بهمة الداعية الرباني ورجل الدعوة الرسالي يبذل جهده دون كلل ويعطي دون ملل يجاهد في سبيل دينه يبتغي بذلك وجه الله دون مقابل يؤمن بان الداعية يحمل الدعوة ويفني لتبقى ويتحمل في سبيلها الأذى . ظل على مبادئه ثابتا لم ينقض بيعة ولم ينكص عهداً أو يتذبذب في موقف عهدناه شامخا شموخ الرواسي ثابتا ثبات الجبال دون أن تهزه عواصف الرياح أو ضراوة التيار .
عرفته وأنا ماأزال طفلاً في بواكير صباي في منتصف الثمانينات وهو قيادي في الحركة الإسلامية فوجدته نعم القائد يربي بفعاله ويغرس الخلق النبيل بسيرته واخلاقه يرعى الصغيرلا يعنف بل يترفق ويوجه بأدب جم يتعرف على شؤونه يقف في ما كل ما يتعلق به يحنو على الصغير رعاية ورحمة ويتعامل مع الكبير توقيراً واحتراما يسعى بين الناس بالحسنى إصلاحاً يقوم المعوج ويقيم المائل .
بفقده فقدت أمتنا أبناً باراً من أبنائها وودعت الحركة الإسلامية الإرترية رمزاً من رموزها وغاب عن ساحتنا قائدا من قادتنا الأوفياء الأنقياء وخسر الشعب الإرتري علماً من أعلامه والتعليم في بلادنا مربياً فاضلاً ومعلماً قدوة .
لم يعش يوماً لأسرته أو عشيرته فقد كان يحمل هم أمته وينفعل بقضايا مجتمعه آثر دعوته على بهارج الدنيا ورضي بالكفاف ولم يتطلع لمتاع الدنيا وهو الذي حصل على ارفع الشهادات العلمية التي كانت تؤهله للعيش في بحبوحة الدنيا لكنه ركلها ولم يركن إليها وحقا إذا كانت النفوس كبارا تعبت في مرامها الأجسام . رحم الله ابا أسامة رحمة واسعة واسكنه الفردوس الأعلى .
أعزي فيه نفسي وإخواني في الحزب الإسلامي قيادة وقاعدة وعزائي لأسرته الكريمة التي فقدت بفقده عميدها جبر الله كسرنا وأجرنا في مصيبتنا وأبدلنا خيرا منها وألهمنا الله الصبر والسلوان ، إن لله ما اخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بمقدار إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع ولا نقول إلا ما يرضي ربنا (إنا لله وإنا إليه راجعون ) تقبله الله بقبول حسن مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً اللهم لا تفتنا بعده ولا تحرمنا أجره واسكنه فسيح جناتك مع الأبرار وألحقنا به غير مبدلين ولا مغيرين إنك سميع الدعاء .
عبدالاله الشيخ

ليست هناك تعليقات: