ليس فقدك وحدك يا عبد الرحمن!
عبده الكرني
05/10/2008م
أخي عبد الرحمن محمد إسماعيل
رفيقي في درب الدعوة والجهاد
ليس عزاؤنا لك ولأخواتك الكريمات ووالدتك الصبور والعائلة المجاهدة وحدها.
وليس العزاء لنا نحن تلاميذ الشيخ وأبناؤه ،وقد شملنا بعطفه وحنانه وشغل باله بما ليس أقل من انشغاله بكم، وليس عزاؤنا أيضا للعمل الإسلامي الإرتري الذي عاش له طوال حياته ومات في سبيله - تقبله الله - فقط ، عزائنا الوحيد هو أن شيخنا- وقد أفضى إلى ربه - قد سبق إلى الجنان وهو راضي عنا وعنك يا عبد الرحمن، يبلغ عنا حبنا لرسول الله وقدوتنا وشوقنا إلى شهدائنا الذين هم خيرتنا.
أخي الكريم :
لاندري من نعزي ؟ أنعزيك أنت أم نعزي أنفسنا وكل حاملي دعوتنا الخالدة؟
فلست أنت وحدك ابن الشهيد أبو نوال فكل تلامذته مثل فلذة كبده، كيف لا وقد شاركوك أباك في كل شيئ ( يشغلون باله أكثر منك بل ربما احتضهنم بقلبه الكبير وهم أكبر منك عنده وخصهم بما لم يخصك به قط ) .
وليس فقدك أنت - نجله الوحيد- فالألوف من أبناء الدعوة هم أنجاله كيف لا وهم الذين زاحموك والدك في تركته التي ستثقلكم جميعا ولن تقدروا على الوفاء بها.
فلم يكن يوما أبا لك وحدك، إنه أب الحركة الإسلامية الإرترية كلها - حاملة لواء الإسلام في الوطن - وحامية حقوق المسلمين في إرتريا.
لعمري إنه لفقد جلل أصابنا جميعا وفراغ واسع أوجده رحيله عنا للحركة الإسلامية التي احتلت كل كيانه وأصبحت تزاحم الدم في مجراه حيث لقى الله وهو على تلك الحال بعيدا عن الدنيا عزوفا عن بهارجها.
وبما أنني لست بصدد سرد مآثر الشهيد أو التطرق لمجاهدات الثنائي ( الشهيد ورفيق دربه - الشيخ تركي ( حفظه الله وأطال عمره)) اللذين ظلا يعملان دون ملل أو كلل يشيدا صروح المجد ويخطان معالم الهداية يبذلان حياتهما في سبيل رفعة الإسلام في بلادنا الحبيبة نسأل ربنا المولى أن يثقل بذلك ميزان حسناتهما ويحقق حلمهما في يد جيل الأبناء إن شاء الله.
أخي عبد الرحمن :
لقد تيتمنا سويا ( أنا وأنت وتلاميذ الشيخ الشهيد ) لأننا فقدناه سويا وفقد العمل العام له أعظم .
بالله عليك هل تستطيع أن تحصي كم أخذته الدعوة عنك مذ أن كنت رضيعا؟
وكم مرة وددت أن يكون بقربك فلم تجده وأنت غلاما يافعا؟
وكم افتقدته ليالي وأياما قضاها معنا في المخيمات والمؤتمرات يرعى بنيانا ويبني فكرا ويربي أجيالا ؟
وكم تحسسته فلم تجده ساعات طوال قضاها في الاجتماعات واللقاءات ذوات العدد وغيرها التي لا تحصى ولا تعد ؟
وكم افتقدته شهورا وسنينا وهو في الاسفار والزيارات يوزع الأعباء والمهمات ويخطو نحو الصعاب والمدلهمات لا يأبه بشيئ ولا يخاف في الله لومة لائم.
إنك يأخي لم تفتقده يوم العيد هذا فقط ،
فكم من أعياد ومناسبات قضاها بين المجاهدين يفترش خنادقهم معهم.
وفي إحداها - فيما أذكره هنا- عندما سألته عنك كأني أعتب عليه عدم اصطحابه لك فرد علي بأنك رجل البيت وخليفته الذي يقوم بالمسؤليات ويستقبل الجيران الضيوف
وعندما بلغت الستة عشر ربيعا ولم يقو عودك بعد أرسلك إلى مصنع الرجال تتلقى التدريب الجهادي وتسير على نفس الدرب - درب العزة والكرامة- وكم كان فرحا بك وانت تتوشح السلاح تستأسد ومن حولك يشفق عليك كيف لا وهذا الشبل من ذاك الأسد.
فهنيئا للمرأة التي أنجبت هذاالبطل المقدام ....
وهنيئا لمدينة صنعفي التي قدمت مثل هذا الإبن البار ...
وهننيئا لدعوة الإخوان المسلمون التي انتجت مثل هذا المربي الفاضل ...
وهنيئا للحزب الإسلامي للعدالة والتنمية الذي حفل بهذا المفكر القائد ...
ختاما أخي الحبيب:
لو كانت الدنيا تدوم لأحد لما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكنها سنة الحياة وحكمة الله وهكذا هي طبيعة دعوة الأنبياء والمرسلين الذين نحسب شيخنا على خطاهم سار يلحق بركب الشهداء الأخيار.
إنها أمانة الدعوة التي ألقاها الشيخ القائد على أعناقنا
إنها تركة الجهاد التي حملنا إيها الوالد المجاهد وليكن عهدنا أن لا تسقط الراية أبدا حتى يحكم الله لنا بالعزة والتمكين أوالشهادة في سبيل الله.
أخوك وحبيبك في الله
عبده الكرني
3-10-2008م – الهند
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق