الخميس، 16 أكتوبر 2008

واخيرا ترحجل البطل

وأخيرا ترجّل البطل!!
عبده إبراهيم
02 /10/2008

هكذا خلق الله الحياة مولود يولد وآخر يرحل عن دنيانا صغر عمره أو كبر، لكن قليلون هم الذي يؤثرون على حياتنا بأعمالهم وعزائمهم وهممهم العالية.
جاءنا اليوم خبر وفاة الشيخ القائد محمد إسماعيل عبده رئيس مجلس الشورى بالحزب الإسلامي الإرتري، وعندما علمت بالخبر أتصلت بأخ لأخبره بهذا الخبر المؤلم ،فسألني أحدا كان معي حينها: من هو محمد إسماعيل عبده ؟ فأحببت من أجل صاحبي هذا ومن في شاكلته كتابة تعريف مبسط للشيخ محمد إسماعيل عبده (أبو نوال).
الشيخ محمداسماعيل عبده من القيادات الإرترية الغيورة على وطنها وشعبها، وقد بدأ نضالاته ضد أعداء الوطن (أعداء الداخل والخارج) من قبل فترة إعلان حركة التحرير الإرترية، وشارك في تأسيسها حتى أصبح من قيادات جبهة التحرير الإرترية ، ولما إختلت الموازين في الجبهة وسيطرت عليها التيارات الهدامة(حزب العمل ومجموعات أفورقي المزروعة) فأصبحت مجموعات تقاتل بعضها بعضا ، فحينها كوّن مع بعض إخوانه مجموعات إصلاح من الداخل وأدى به ذلك إلى السجون والزنازن التي أقامها الشوعيون الذين كانوا يسيطرون في الجبهة، وبعد خروجه منها عمل ضمن حركة الرواد الإرترية التي كانت تعمل في أوساط الإرتريين في المهجر وساهمت في تأسيس حركة الجهاد الإسلامي الإرتري ،و لما إنتشرت عدوى أمراض الجبهة على الجهاد الإسلامي وإنقسم إلى مجموعات - بفعل فاعل أو بفعل جاهل- آثر العمل مع حركة الخلاص والتي صارت أخيرا الحزب الإسلامي الإرتري ، وقد عمل في مناصب مختلفة كان آخرها رئيس مجلس الشورى،ومعرف عنه إنه قليل الكلام كثير العمل صبور عند الشدائد، محب للوحدة ،كما يتمتع بذكرة حافظة للتاريخ الإرتري الغير مكتوب ،خاصة جرائم إعداء الداخل (الطابور الخامس) وما قاموا به في الماضي والذي نعيش آثاره اليوم ، و كانت حياة الرجل كلها من أجل العمل العام، مع إختلاف الأزمنة والأماكن والأجهزة أو الوسائل والتنظيمات التي ناضل من خلالها ، وبالرغم من تعدد نضالات الرجل تاريخيا وتنظيما إلا إنه لقى ربه بحِمل خفيف وأياضٍ بيض.
ونعرب عن حزننا لفقد هذا البطل لكننا لا نقول إلا ما يرضي الله :إنا لله وإنا إليه راجعون.
وأملنا كبير في الله ثم إن رجلا مثل هذا الشيخ الذي أفنى عمره في خدمة الشعب سوف لا يعدم هنا أو هنالك من يحمل رسالته وسوف تظل الحياة ساحة صراع بين أهل الحق وأهل الباطل... ولا بئس من تكرار ما استدل به أحد الإرتريين في تأبين مفتى الديار السابق بابيات الشاعر:لعمرك ما الرزية فقد مال .. ولا شاة تموت ولا بعيرولكن الرزيـة فقد حُـر .. يموت بموته خلق كثير

ليست هناك تعليقات: