الأحزاب السياسية في فترة تقرير المصير في إرتريا
أعد الدراسة
محمد إسماعيل عبده
ديسمبر 2002م
بعد توقيع إيطاليا اتفاقية الصلح مع الدول الكبرى المنتصرة في الحرب العالمية الثانية في 10 / فبراير / 1947م تنازلت عن حقها في مستعمراتها في افريقيا وهي : إرتريا والصومال وليبيا أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا بتكليف الدول الكبرى الأربع وهي : بريطانيا – فرنسا – أمريكا - الاتحاد السوفيتي – للبت في تقرير مصير مستعمرات إيطاليا خلال عام وفي حالة عجز الدول للوصول إلى قرار ترفع أمر المستعمرات إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة . وقد أحالت الدول الكبرى أمر مستعمرات إيطاليا إلى نواب وزراء خارجية الدول الأربع الذين كلفوا بدورهم لجان تحقيق رباعية لكل منطقة في 20/ أكتوبر /1947م لدراسة الأوضاع في مستعمرات إيطاليا السابقة من جوانبها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتاريخية .
وقبل أن تغادر لجنة التحقيق الرباعية مقر الأمم المتحدة بنيويورك لمباشرة مهامها في إرتريا وردت الادعاءات التالية إلى الأمم المتحدة :
1/ طالب مندوب مصر في الأمم المتحدة إلحاق إرتريا إلى الحكم المصري الإنجليزي في السودان باعتبار آن مصوع وإرتريا آلت إلى الخديوية المصرية من الحكم العثماني قبل احتلال إيطاليا لإرتريا عام 1885م .
2/ طالب مندوب إثيوبيا بضم إرتريا إلى إثيوبيا بعد زوال احتلال إيطاليا الغادر لها ولاعتبار ان إرتريا جزء لا يتجزء من إثيوبيا منذ القدم واستدل علي ذلك بشهادة البعثة البرتغالية التي وصلت إلى إثيوبيا في القرن السادس عشر والتي صرحت (( أن العرب يحتلون الجزيرة المواجهة لمصوع ( دهلك ) ولكن الشواطئ الساحلية والداخل يسيطر عليها إمبراطور ( إثيوبيا ) .
3/ طالب مندوب إيطاليا بان يعطوا الوصاية علي مستعمراتهم في إفريقيا لأنهم أحق بها من غيرهم .
وأرجئت كل الإدعاءت ومضت اللجنة الرباعية في مهامها ومكثت في إرتريا الفترة من 12/ نوفمبر/ 1947م إلى 3 / يناير /1948م . وتباينت مقترحات لجان التحقيق الرباعية نتيجة لاطماع كل منها ، فقدمت في يونيو/ 1948م إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة المقترحات التالية :
أ. قدم مندوب بريطانيا تقسيم إرتريا بين السودان وإثيوبيا .
ب.قدم مندوب الاتحاد السوفيتي أن تكون إرتريا تحت وصاية دولية أو جماعية
ج.قدم مندوب فرنسا أن تكون إرتريا تحت الوصاية الإيطالية .
د. أيد مندوب أمريكا الاقتراح الفرنسي ثم سحب اقتراحه في الجلسة .
وبعد مناقشة المقترحات الواردة قررت الجمعية العامة سماع آراء الأحزاب السياسية في إرتريا بدءا من 20/4/1949م و أعيد ملف القضية الإرترية إلى أروقة الأمم المتحدة في 15/ سبتمبر /1949م .
المشاريع التي قدمت بشان إرتريا
خلال الدورة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة
أ/ في 3/5/1949م قدم مشروع بيفن – سفورزا وزيرا خارجية بريطانيا وإيطاليا
يقترح
1. أن تعطي إيطاليا الوصايا علي الصومال الإيطالي ومدينة طرابلس بليبيا.
2. أن تعطي فرنسا الوصاية علي فزان بليبيا .
3. أن تعطي بريطانيا الوصايا علي برقة بليبيا .
4. أن تقسم إرتريا بين السودان وأثيوبيا.
ب/ في 11/10/1949م قدمت إلي الجمعية المشاريع التالية :
1. مشروع باكستاني يقضي بمنح إرتريا استقلالها بعد ثلاثة سنوات مع إعطاء أثيوبيا منفذا علي البحر عن طريق عصب
2. مشروع سوفيتي يقضي بمنح إرتريا استقلالها بعد خمس سنوات تكون خلالها تحت وصاية الأمم المتحدة
3. مشروع أمريكي يقضي بضم المقاطعة الغربية إلى السودان وضم المرتفعات الوسطي وسواحل البحر بما فيها مصوع إلى إثيوبيا
ولما لم تتفق الجمعية العامة علي أي مشروع من المشاريع المذكورة أعلاه قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 21/11/1949م تشكيل لجنة خماسية من مندوبي :
بورما واتحاد جنوب افريقيا وباكستان وغواتيمالا والنرويج وأعطيت للجنة الموجهات التالية :
1-أن تأخذ اللجنة في الاعتبار رغبات سكان إرتريا ومصالحهم .
2- أن تأخذ اللجنة في الاعتبار مصلحة السلم والأمن في شرق افريقيا
3-أن تأخذ اللجنة في الاعتبار حقوق الحكومة الأثيوبية المبنية علي أسس عرقية وجغرافية وتاريخية .
4-أن تأخذ اللجنة في الاعتبار المقترحات الواردة في الدورة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة في 20/9/1949م
وبعد أن قضت لجنة التحقيق الخماسية في إرتريا الفترة من 14/2/1950م إلى 6/4/1950 واختلفت أراء اللجنة كما اختلفت اللجنة الرباعية .
وتقدمت اللجنة بالتوصيات التالية :
1. أوصى ممثل بورما واتحاد جنوب افريقيا بربط إرتريا باتحاد فيدرالي مع أثيوبيا تحت التاج البريطاني
2. أوصى ممثل باكستان و غواتيمالا باستقلال إرتريا الكامل بعد فترة تحديد الجمعية العامة للأمم المتحدة
3. أوصى ممثل النرويج بضم إرتريا إلى إثيوبيا
وبعد مناقشة توصيات اللجنة الخماسية وخمس مشاريع أخرى بشأن القضية الإرترية تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرار رقم 390/ أ / 5 في 2 / ديسمبر / 1950م بربط إرتريا باتحاد فيدرالي مع إثيوبيا و تم تنفيذه في 5/ سبتمبر / 1952م تحت إشراف مندوب الأمم المتحدة الدكتور / انزي ماتينزو من بوليفيا .
أما في كيفية قيام الأحزاب السياسية في إرتريا وقد بدأت بدعوى قام بها بعض المثقفين الإرتريين لمناقشة الأوضاع في إرتريا اثر الدعايات المكثفة التي قامت بها القوات البريطانية قبل و أثناء الحرب العالمية الثانية بوعود استقلال إرتريا إذا تعاون الشعب الإرتري والمجندون في الجيش الإيطالي مع قوات الحلفاء
وقد عقد أول لقاء لدراسة الأوضاع في إرتريا في بيت قرقيس بضواحي اسمرا في عام1938 م تم عقد اجتماع موسع في عام 1942م وفيه تم تكوين جمعية حب الوطن أو ( محبر فقري هقر ) برئاسة المواطن قبر مسقل ولدو . وكانت الجمعية تهدف إلى تحرير إرتريا من الاستعمار الإيطالي وقد اشترك في تأسيس الجمعية عدد كبير من مسلمين ومسيحيين علي حد سواء .ولكن جاء التباين حين طرح تحديد مبادئ الجمعية ولوائحها من اجتماعات لاحقة إذ تبين ان المقصود من الوطن في نظرة بعض المؤسسين كان يعني إثيوبيا وليس إرتريا مما أدي هذا التفسير إلى انفضاض عدد كبير من المؤيدين لفكرة تحرير إرتريا واستقلالها لتنحصر الجمعية علي المؤيدين لفكرة ضم إرتريا إلى إثيوبيا وقد انصهرت جمعية حب الوطن فيما بعد في الحزب الاتحادي مع إثيوبيا والتشكيلات الحزبية في إرتريا لم تظهر إلا فيما بعد تنازل إيطاليا عن مستعمراتها في افريقيا لدول الحلفاء وفيما يلي نذكر الأحزاب السياسية التي ظهرت في فترة تقرير المصير بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية في عام 1945م :
أولا : حزب الرابطة الإسلامية :
تأسست الرابطة الإسلامية في حشد جماهيري كبير بكرن في 4/ ديسمبر 1946م حضره علماء واعيان ومشايخ ونظار القبائل المسلمة من كل المناطق الإرترية وقد تم اختيار السيد بكري بن السيد عثمان الميرغني رئيسا للرابطة الإسلامية وإبراهيم سلطان سكرتير ا لها وكان المؤتمر تظاهرة لم يسبق لها مثيل في إرتريا أما تسمية الرابطة الإسلامية فجاءت من التجربة الباكستانية التي أطلقت هذا الاسم لتميز المسلمين عن الهندوس والأجناس الأخرى في فترة انفصال باكستان عن الهند بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية .
وقد أسست الرابطة الإسلامية مقرات لها في اغلب المدن الإرترية تمارس فيه أنشطتها السياسية والدينية .
أهداف الرابطة الإسلامية :
1. المطالبة باستقلال إرتريا الفوري ن وإذا تعذر ذلك المطالبة بالوصاية البريطانية لمدة عشر سنوات يأتي بعده الاستقلال الكامل لإرتريا . ولكن حين غيرت الإدارة البريطانية رؤيتها نحو تأييد ضم إرتريا إلى إثيوبيا بعد فشل مشروع بيفن – سفورزا – ( المذكور تبنت الرابطة الإسلامية الاستقلال الفوري لإرتريا .
2. معارضة الوحدة مع إثيوبيا أو أي شكل من أشكال الوحدة معها
3. معارضة تقسيم إرتريا بين السودان وإثيوبيا .
أنشطتها السياسية في الإطار المحلي :
1. كونت الرابطة الإسلامية شباب الرابطة في كل مدينة كنماذج لشباب المستقبل تميز بملابسه وعممه البيضاء ، يجوب شوارع المدينة في استعراضات عسكرية أبهرت المشاهدين بأناشيدهم الوطنية والدينية التي تدعو إلى الاستقلال الوطني والتحلي بالأخلاق الفاضلة . وكان لشباب الرابطة الإسلامية دور مؤثر لشحذ الهمم ورفع المعنويات لدي المسلمين .
2. انفتحت الرابطة الإسلامية علي كل الأحزاب المعارضة للوحدة مع إثيوبيا و أوجدت معها قواسم مشتركة للتعاون ، مما ساعد ذلك في الفترات اللاحقة علي تشكيل الكتلة الاستقلالية
3. استضاف حزب الرابطة الإسلامية في مقراته اسمرا وكرن عددا من المفكرين من العالم العربي والإسلامي بهدف توعية وتعبئة المسلمين من اجل تحقيق الاستقلال والحفاظ علي الخلق الحميدة للمسلمين في إرتريا .
4. أرسل حزب الرابطة بعثات تعليمية إلى مصر ولبنان والسودان وإيطاليا ن كما افتتح عددا من المدارس والمعاهد والخلاوي في المدن الكبرى .
5. قامت قيادة حزب الرابطة الإسلامية بزيارات استطلاعية إلى السودان ومصر والمملكة العربية السعودية لتوضيح أهداف الرابطة ومبادئها وطلب الدعم لها لتحقيق الاستقلال
العقبات التي واجهت الرابطة الإسلامية :
1. بالرغم من الزخم الجماهيري المؤيد لحزب الرابطة الإسلامية والتأييد المطلق له من قطاعات شعبية في كل المناطق الإرترية ، إلا انه كان يفتقد برنامجا سياسياً يواكب تطورات الأحداث السياسية في إرتريا والمؤامرات المحلية والدولية التي تحاك ضد استقلال إرتريا ولم تتبين لزعماء الرابطة خطورة تلك المؤامرات إلا بعد أن ظهرت موازين القوى الدولية تميل لصالح إثيوبيا في نهاية الأربعينيات من القرن الماضي وكان لضغوط بعض الدول الكبرى وعلي رأسها بريطانيا وأمريكيا اثر ا بالغا لطمس القضية الإرترية في أروقة الأمم المتحدة بعد أن تعاطفت مع استقلال إرتريا دولا كثيرة علي رأسها الاتحاد السوفيتي .
2. وقد سعي حزب الرابطة الإسلامية إلى تشكيل الكتلة الاستقلالية من حزب الرابطة الإسلامية والحزب التقدمي الحر والحزب الموالي لإيطاليا وذلك لمقاومة مشروع دمج إرتريا إلى إثيوبيا ولكن تكوين الكتلة الاستقلالية أدى إلى انشقاق حزب الرابطة الإسلامية والحزب التقدمي الحر ، ويعود ذلك إلى الأحقاد الشخصية وكراهيتهم للشيخ إبراهيم سلطان الذي اتهموه بأنه متواطئ مع إيطاليا ويعمل لصالح القبيلة والشهرة .
3. انشقت من الرابطة ، الرابطة الإسلامية للمديرية الغربية بقيادة الشيخ / علي رداّى مطالبة بانضمام المديرية الغربية إلى السودان ولما فشل مشروع التقسيم تبنت الرابطة الإسلامية للمديرية الغربية استقلال المديرية بعد فترة وصاية بريطانية ، ولما لم يجد ذلك أي تأييد أبدت الرابطة الإسلامية للمديرية الغربية الوحدة مع إثيوبيا المشروطة .
4. أما الرابطة الإسلامية المستقلة أو الحزب الإسلامي المستقل لمصوع انشقت بقيادة الشيخين راضي وحمودي من الرابطة الإسلامية الأم أبدت الوحدة مع إثيوبيا المشروطة .
5. أما الحزب التقدمي الحر انشقت عنه بعض العناصر البارزة ، التحق بعضها إلى الحزب الاتحادي والبعض الآخر جمد نشاطه خوفاً من بطش العصابات الإرهابية الموالية للحزب الاتحادي وكانت وراء هذه الإنشقاقات الإدارة البريطانية والحكومة الأثيوبية اللتان استخدمتا وسائل التهديد والإغراء لضعفاء النفوس في الحزبين وبجانب تأثير الإدارة البريطانية والحكومة الإثيوبية في إحداث شرخ في جسم الرابطة الإسلامية ، فإن حزب الرابطة نفسه كان مهيأ للانشطار من الداخل بسبب السياسات التي تنتهجها الرابطة الإسلامية دون تقييم لما يترتب علي ذلك من عواقب . ونضرب بهذا الخصوص ثلاثة أمثلة :
أحدها : أن السيد بكري رئيس الرابطة الإسلامية وراعيها والأب الروحي لها همش من دوره كرئيس ، و أصبحت رئاسته رئاسة شرف لكسب السواد الأعظم من المسلمين . وادى ذلك إلى تجمده أولا ثم التحاقه إلى الحزب الاتحادي ثانياً .
ثانيها : لم تكن هناك حوجة لنبش التركيبة الاجتماعية لبعض القبائل في المديرية في تلك الظروف السياسية الدقيقة ، وذلك بتحريض بعض الفئات علي الفئات الأخرى ( تقري ضد شماقلي ) . وانتقاص شأن السادة في المجتمع هذا بالإضافة إلى أن الإدارة البريطانية انتهزت ذلك وطالبت الأفراد بتحديد الانتماءات العرقية تحت حجة تحديد الرسوم علي كل قبيلة مما كان له الأثر السيئ في وحدة القبائل في كل المناطق .
ثالثها :
لم يكن لحزب الرابطة الإسلامية مرجعية لاتخاذ القرار ، إذ كانت أغلب القرارات يتم تنفيذها بمبادرة من سكرتير الرابطة الإسلامية وبعض المقربين إليه .
رؤية حزب الرابطة الإسلامية في مجال الإعلام الخارجي :
قبل مثول وفد الرابطة الإسلامية أمام اللجنة السياسية للأمم المتحدة اتصل الوفد المكون من الشيخ / إبراهيم سلطان رئيساً وعضوية السيد محمد عثمان حيوتي والحاج إبر أهيم محمد علي اتصلوا في القاهرة بالدكتور / عبد الرحمن عزام الأمين العام للجامعة العربية وطالبوه بان تتبنى الجامعة العربية والأقطار الإسلامية القضية الإرترية في الأمم المتحدة ، وقد وعدهم الأمين العام للجامعة العربية بالدفاع عن القضية الإرترية وفي 20/ إبريل / 1949م أدلي وفد رئيس الرابطة الإسلامية أمام اللجنة السياسية بالمعلومات التالية :
أن منظمته السياسية التي يمثلها تدافع عن مصالح المسلمين أو أغلبية السكان الذين يبلغ تعدادهم 2,250,000 نسمة حسب إحصائية اللجنة الرباعية ويبلغ تعداد المسلمين 75% من مجموع السكان وان إرتريا بالرغم من أنها حكمت بدول مختلفة لقرون إلا أنها لم تكن علي الإطلاق جزءا من إثيوبيا ، وإذا نفذ اقتراح ضم إرتريا إلى إثيوبيا سيكون ذلك مناوئا لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة . ومن ناحية أخري فإن لإثيوبيا مصلحة كبيرة لاستخدام ميناء جيبوتي القريب منها بدلاً من استيراد بضائعها من مصوع أو عصب . وإن الرابطة الإسلامية ترفض بشدة ضم إرتريا إلى إثيوبيا ، كما ترفض ذلك أربعة أحزاب سياسية في إرتريا وإن الرغبة في استقلال إرتريا هو رغبة 80% من السكان مسلمين ومسيحيين . وقال وإذا تحقق لإرتريا الاستقلال فإن حزب الرابطة الإسلامية سوف يقيم علاقات ودية مع جيرانه وسوف يعطي كل الضمانات للجاليات المقيمة في إرتريا .
وقال رداً علي استفسار ممثل إثيوبيا في الأمم المتحدة علي عدد المسلمين في المقاطعات الإرترية .
أورد الشيخ إبراهيم سلطان المعلومات التالية :
*عدد المسلمين في كرن وضواحيها يبلغ 188640
عدد المسلمين في اغردات وضواحيها يبلغ 87575
عدد المسلمين في تسني وضواحيها يبلغ 464445
عدد المسلمين في بارنتو وضواحيها يبلغ 46000
عدد المسلمين في عدي قيح وقري وضواحيها يبلغ 27850
عدد المسلمين في مصوع وضواحيها يبلغ 165000
عدد المسلمين في عدي خالا وضواحيها يبلغ 016540
عدد المسلمين في شمال دنكاليا وضواحيها يبلغ 110000
عدد المسلمين في جنوب دنكاليا وضواحيها يبلغ 28000
عدد المسلمين في اسمرا وضواحيها يبلغ 67370
كما قال ردا علي ما يفضله إذا أصبحت إرتريا تحت الوصايا قال أنه يفضل أن تكون تحت وصاية الأمم المتحدة .
ثانياً : الحزب الموالي لإيطاليا :
تأسس في سبتمبر عام 1947 م رئيس الحزب بلاتة محمد عبد الله وكان برنامج الحزب :-
1- يدعو الى وحدة إرتريا .
2- يطالب بوضع إرتريا تحت الوصاية الإيطالية ثم الاستقلال .
وقال بلاتة محمد عبد الله أمام اللجنة السياسية للأمم المتحدة في إبريل 1949م ((أن حزبه يرغب في منح إرتريا الاستقلال بعد فترة معقولة من الوصاية الإيطالية )) وقال في نظره لا تستطيع البلاد في الوقت الحاضر أن تمارس الاستقلال لأنها تحتاج إلى فترة انتقالية بمساعدة إحدى الدول الأوروبية . وفي رأيه أن إيطاليا أكثر تأهيلا للقيام بتلك المهمة الصعبة وذلك للأسباب التالية :-
1- أن اللغة الإيطالية هي اللغة الأوروبية الوحيدة المستخدمة حتى الآن في إرتريا مما يسر استخدامها في التعليم و إدارة الدولة .
2- والإلمام باللغة الإيطالية يساعد الى سهولة التعامل بين الدولة والشعب
3- إن الشعب الإيطالي سوف يساهم في تطوير إرتريا السريع في ظل الوصاية الإيطالية
4- مشروع ضم إرتريا الى إثيوبيا غير مقبول بسبب الخصومات العنصرية التى تفصل بين الشعبين الإرتري والإثيوبي .
5- مشروع تقسيم إرتريا مرفوض لأنه يقضى علي كيان سياسي واجتماعي واقتصادي مترابط لقرابة ستين عاما .
وقال ردا علي أن حزبه لا يمثل إلا 5% أجاب بلاته محمد عبد الله بان تعداد عضوية حزبه تزيد علي أربع مائه آلف عضو ، والطعن الوارد من الحزب الاتحادي ما هو ألا كذب وافتراء ، كما أكد إن حزبه لا يشمل الإيطاليين وان عضوية الحزب كلهم إرتريون .
ثالثا – الحزب الإسلامي المستقل لمصوع :-
التأسيس أبريل 1947 مقره مصوع
عضويته : تتكون من العناصر المنشقة من الرابطة الإسلامية
رآسة الحزب : يرأس الحزب الشيخان راضى وحمودى
برنامج الحزب :
1- يدعو الى وحدة كل الإرتريين
2- الوصاية البريطانية لمدة عشر سنوات ثم الاستقلال الكامل لإرتريا
أسباب انشقاق الحزب من الرابطة الإسلامية :
قال الشيخ راضى أمام اللجنة السياسية للأمم المتحدة في مايو 1949 أن الظروف السياسية والأحوال الاقتصادية الناتجة من الحرب العالمية وهزيمة الفاشيست حفزت الإرتريين أن يشكلوا في 5مايو1941م حزبا سياسيا واجتماعيا يدعو الى وحدة إرتريا مع إثيوبيا ، وقد اجتمع زعماء إرتريا ورؤساؤها في اسمرا ورفعوا مذكرة الى صاحب الجلالة الإمبراطور هيلي سلاسى يلتمسون فيها أن يدافع جلالته عن أماني إرتريا الوطنية بإدماج البلاد الى أثيوبيا وحين تنازلت إيطاليا عن مستعمراتها في أفريقيا لدول الحلفاء عقد الزعماء والرؤساء سلسلة من الاجتماعات ورفعوا مذكرة ثانية الى الحكومة الإثيوبية يؤيدون فيها وحدة إرتريا مع إثيوبيا مع حماية الحقوق الإنسانية والتقاليد الإسلامية لشعب إرتريا . و أضاف الشيخ حمودى قائلا غير أن القطاع المسيحي في الحزب لم يوافق علي تلك الشروط وأصر علي وحده غير المشروطة . وكان هذا هو السبب في تكوين الرابطة الإسلامية برآسة الشيخ إبراهيم سلطان . وأن السبب الأساسي في الانشقاق من الرابطة أن حزب الرابطة الإسلامية دخل مع الأحزاب الموالية لإيطاليا في الكتلة الاستقلالية ، مما دفعنا أن نكون الرابطة الإسلامية المستقلة لمصوع تمييزا لها عن الرابطة الإسلامية الأم التى اندمجت مع الأحزاب الموالية لإيطاليا.
وحدد الشيخ حمودى هدف حزب الرابطة المستقلة لمصوع قائلا:-
1- أن الرابطة الإسلامية المستقلة تطالب الوحدة مع إثيوبيا علي أساس المساواة في الحقوق والواجبات والاعتراف باللغة العربية والحقوق الشخصية للمسلمين مع الضمانات اللازمة لحمايتهم .
2- وأن حزب الرابطة المستقل ليس حزبا جديدا ، لان معظم أعضائه من الذين انفصلوا من الرابطة الإسلامية .
أضاف الشيخ راضى أن عضوية حزبهم تمتد الى اسمرا واكلى قزاى بجانب عضويتهم في مصوع و دنكاليا
رابعا – الرابطة الإيطالية الإرترية :-
تأسيسها غير معروف : مسئولها : فلبوكشاني
وتضم الرابطة في عضويتها :-
1-الإيطاليون الذين ولدوا في إرتريا من أم إرترية .
2-أو الذين عاشوا في إرتريا لمدة طويلة .
وتطالب الرابطة بالاستقلال الفوري لإرتريا تحت حماية إحدى الدول الكبرى .
وقال في 3مايو1949م أمام اللجنة السياسية كممثل للرابطة الإيطالية الإرترية (( أن الأحزاب السياسية في إرتريا قد أجمعت رأيها علي دعم تكامل إرتريا الإقليمي داخل الحدود الجغرافية القائمة وأن حزبه يؤيد وضع إرتريا تحت الوصاية الإيطالية كخطوة علي طريق الاستقلال الكامل
خامسا- الحزب التقدمي الحر :-
تأسس في 18فبراير1947م يرأسه رأس تسما ابرهه
مقره: عدى قيح .
يشترك في قيادة الحزب مع رأس تسما الزعماء المسيحيون في مقاطعات اكلى قزاى وسراي من الذين يرغبون في استقلال إرتريا مع ضم منطقة تجراي الى إرتريا .
نشاط الحزب :
انحصر نشاط الحزب في المقاطعات التي يتواجد فيها الزعماء المسيحيون سواء في اكلى قوزاى أو سراي
برنامج الحزب :
1-الاستقلال التدريجي تحت وصاية الأمم المتحدة
2-يعارض الوحدة مع إثيوبيا
3-يدعو لوحدة كل الإرتريين
((لم يمثل ممثل الحزب أمام اللجنة السياسية بنيويورك ))
سادسا / رابطة المحاربين القدماء الإرترية:-
تأسست في أبريل 1947م ومقرها اسمرا
وتتألف الرابطة من الجنود الإرتريين السابقين في الجيش الإيطالي وتطالب الرابطة بالوصاية الإيطالية ثم الاستقلال، ولم يعرف لها مسئول ولم تمثل أمام اللجنة السياسية للأمم المتحدة
سابعا – اللجنة الممثلة للإيطاليين :-
مقرها : اسمرا ، لم يعرف تاريخ تأسيسها كما لم يعرف مسئولها
أهدافها :
1- رعاية الإيطاليين في إرتريا والدفاع عن حقوقهم
2- تؤيد الاستقلال الكامل لإرتريا .
ثامنا – ممثلو الأحزاب الإيطالية في إرتريا :-
كان لكل الأحزاب السياسية في إيطاليا مشروعا موحدا ينص علي الوصاية الإيطالية ثم الاستقلال الكامل لإرتريا مع اختلافات بسيطة بينهم والأحزاب هي :-
1- الحزب الشيوعي الإيطالي 2- الحزب الاشتراكي الإيطالي
3- الحزب الديمقراطي الإيطالي 4- حزب العمل الديمقراطي
5- حزب العمال الديمقراطي 6- حزب العمال الاشتراكي
الأحزاب المذكورة آنفا كلها تؤيد الاستقلال ماعدا الحزبان اللذان انشقا من الرابطة الإسلامية فهما يؤيدان وحدة إرتريا المشروطة مع إثيوبيا .
تاسعا – حزب الوحدة الإثيوبية ، أو الاتحادي مع إثيوبيا ( الاندنت) :-
1-تأسيس الحزب في 5مايو1941م ومقره اسمرا برئاسة تدلا بايرو ولم يتخذ الحزب شكلا منظمإ إلا بعد عام 1946م
2-أهداف الحزب :
أ/ الوحدة مع إثيوبيا غير المشروطة
ب/ معارضة عودة الحكم الإيطالي أو الوصاية الإيطالية
ج/ رفض أي وصايا أجنبية أخري
3- الجهات التى دعمت الحزب وأيدته :
أ/ دعمته الحكومة الإثيوبية بدعم مالي كبير عن طريق القنصلية الأثيوبية بأسمرا كما قامت بتوجيه سياسات الحزب ووسائله المختلفة من اجل تحقيق الأهداف المرجوة ومن تلك الوسائل
:- 1- دعم العصابات الإرهابية المعروفة آن ذاك بالشفتا بالسلاح وتحديد مقرات لها للجوء إليها في الحدود الإثيوبية الإرترية قرب تجراي .
2-وجهت كل الكنائس في إرتريا وعلي رأسها أبونا مرقوص بطريك الكنيسة الأرثوذكسية ( توهدو) . وكان له دور فعال في توجيه رجال الدين المسيحي في إرتريا لصالح مشروع ضم إرتريا إلى إثيوبيا الأم .
ب/وجد الحزب تأييدا كبيراً من الأغلبية المسيحية في إرتريا وتأييدا من بعض شخصيات بارزة من المسلمين من ذوي الأطماع أو الأحقاد الشخصية.
4- نشاطات الحزب في الإطار المحلي :-
أ/ كان الحزب يمارس عملا سياسيا من خلال ندوات دورية في دار الحزب في اسمرا ، ومقراته في مدن وقري المرتفعات الإرترية
ب/قام الأساقفة في الكنائس بحث المسيحيين في أيام الأعياد والمناسبات المختلفة لتأييد الحزب ودعمه بالمال وفي بعض اللقاءات كان القساوسة يهددون من لم يلتحق بالحزب الاتحادي أو يعترض سبيله بحرمانه من تعميد أبنائه أو عقد القران له أولأ قاربه أو إقامة القداس علي موتاهم .
ج/كانت العمليات الإرهابية والقتل عن طريق العصابات المسلحة أنجح الوسائل للتخلص من المعارضين للحزب أو إجبارهم لتأييد الحزب الاتحادي كما كانت هذه العصابات تقوم بالقتل والإغارة علي مزارع الإيطاليين ومتاجرهم ونواديهم وتخريب أو تدمير مناجم الذهب الخاصة بالشركات والأفراد وقد أسفرت تلك الحوادث عن مقتل 21 شخصا من رجالات الرابطة الإسلامية وعدد 6 من الإيطاليين علاوة علي أعداد كبيرة من الجرحى وكانت عصابات الشفتا تترك في أماكن عملياتها خطابات تهديد لكل من يعارض سبيلها أو من يحاول إفشال الوحدة الإرترية الإثيوبية . ولم تكن الإدارة البريطانية حريصة علي تعقب الشفتا أو القيام بإجراءات أمنية تحد من خطرهم وكان شعار العصابات الإرهابية (( اندنت )) الوحدة أو الموت .
ويقول الدكتور السيد رجب حراز في معرض تناوله للقضية الإرترية في فترة تقرير المصير (( إن حركة اندنت لم تكن ترتبط بالقانون بل اتخذت مثلها الأعلى نجاح الحركة الإرهابية في فلسطين و إقامة دولة إسرائيل ، ونجاح حركة المقاومة الإندونيسية والأثيوبية اللتان قاومتا المستعمرين حتى حققتا التحرير لبلديهما .
ويقول ترفاسكس الكاتب البريطاني المعروف (( أن الحركة الإرهابية في إرتريا أنشئت لجذب انتباه الدول الكبرى عند تداولها للقضية الإرترية والتأثير عليهم وعلي الرأي العام العالمي بإظهار قوة الاتحاديين وتصميمهم علي تحقيق أهدافهم بكل الوسائل المشروعة وغيرها .
4/ رؤية الحزب السياسية :
مثل أمام اللجنة السياسية للأمم المتحدة ممثل الحزب الاتحادي السيد تدلا بايرو فى 26 / أبريل /1949م وقال (( إن حزبه أقدم حركة سياسية في إرتريا إذ تأسس في 5/مايو /1941م وأن حزبه يعارض بشدة عودة الحكم الإيطالي إلى إرتريا وإن حزبه يعمل لتحقيق أماني الشعب الإرتري بأجمعه ويتمتع حزبه بعضوية تزيد علي 700,000 مواطن و أضاف قائلاً إن إرتريا كانت تؤلف أهم أجزاء لإثيوبيا لآلاف السنين وأن المقاطعات الثلاث الوسطي ( اكلي قزاي وسراي وحماسين تشتمل علي 56% من السكان في إرتريا وأن الحزب الاتحادي ليس مقصوراً علي المسيحيين وانما يشمل عددا من المسلمين البارزين ، في حين أن الرابطة الإسلامية لا تمثل رغبات أغلبية الشعب الإرتري ، وقال أيضا إن الاتهامات الموجهة إلى الحزب الاتحادي من أعمال الإرهاب و الاغتيالات لا أساس لها من الصحة ، وأن لإرتريا مصالح اقتصادية بجانب روابطها العرقية واللغوية والدينية مع أثيوبيا ، فأثيوبيا تصدر إلى إرتريا الحبوب : ( الطاف – القمح – الذرة ) الذي يعتبر الغذاء الرئيسي للشعب الإرتري كما أن الأراضي الأثيوبية في تجراي وقندر تعتبر مراعي آمنة لمواشي الإرتريين في المنطقة الغربية ، وأن المسلمين في الحزب الاتحادي يمثلون الثلث .
ثم بدا بالهجوم علي الأحزاب الإرترية المعارضة للوحدة مع أثيوبية فقال :-
1-إن الكتلة الاستقلالية تكونت في مايو عام 1949م بإيعاز من إيطاليا ودعم منها أملا في سيطرة الإيطاليين الذين يعيشون في إرتريا علي إدارة الدولة المستقلة وأملا أن يسمحوا للإيطاليين بالهجرة إلي إرتريا علي نطاق واسع وذلك بعد فشل مشروع بسفن – سفورزا
2-أما رابطة المثقفين الإرتريين لا يتجاوز عددهم عن 145 شخصا وليس من بينهم من يحمل دبلومات في أي مجالات العلم
3-وأن ادعاء الحزب الموالي لإيطالية ورابطة المحاربين القدماء والرابطة الإيطالية بتمثيلهم كل الإرتريين هو ادعاء كاذب والعكس هو الصحيح إذ لا تمثل هذه الأحزاب آلا فئات محدودة .
4-وأما الحزب التقدمي الحر لا يمثل إلا مجموعة ضئيلة من سكان الهضبة لا يتجاوز عددها عن 20000 شخصا
الخاتمة:-
بعد تقسيمنا للظروف السياسية والعلاقات الاجتماعية للشعب الإرتري والأطماع المحلية والدولية التي كانت تحاك لتصفية القضية الإرترية لصالح القوى الاستعمارية الكبرى والمتحالفين معها في المجال المحلي في نهاية الأربعينات من القرن العشرين نخلص إلى :-
1- أ ن أغلبية الشعب الإرتري المطالب للاستقلال وضع أمام أحد الخيارين هي : خيار تقسيم إرتريا بين السودان وأثيوبيا ، وخيار ضم إرتريا الى أثيوبيا . أما خيار الاستقلال فأنه اجهد بأحداث الانشطارات الداخلية في الأحزاب السياسية التي شكلت الكتلة الاستقلالية حتى تخضع رغم أنفها لأي حلول تفرضها الدول الكبرى .
2- أن اللجنتين الرباعية أو الخماسية اعتمدت في تقصيها عن الحقائق في أرتريا علي مصادر الإدارة البريطانية والموظفين العاملين معها أو عن المؤسسات الاستعمارية القديمة القائمة أو آراء الدول التى كان لها أطماع في إرتريا مثل أثيوبيا وإيطاليا ومصر ، مما جعل توصيات اللجنتين تخضعان لأهواء مصالح الدول الكبرى. كما أن توصيات اللجنة الخماسية لم تأخذ في الاعتبار رغبات وآراء أغلبية الشعب الإرتري المطالب للاستقلال ، وإنما اكتفت بمشاهدة التجمعات المؤيدة للاستقلال أو الانضمام إلي أثيوبيا
3- إن قرار الاتحاد الفيدرالي بين إرتريا وأثيوبيا كان حلا وسطا بين رغبات دعاة الاستقلال ودعاة الوحدة مع أثيوبيا . ولكن في الحقيقة الأمر كان إشارة خفية من بعض الدول الكبرى إلى أثيوبيا لتتحين الفرص لابتلاع إرتريا ، لانه اسقط تشكيل الحكومة الفدرالية من الدولتين بالتساوى واكتفى بالنص عليه في الورق ، كما لم ينص علي المرجعية التى طلبتها الرابطة الإسلامية في حالة نقض أي بند من بنود الاتحاد الفدرالي أن تكون الأمم المتحدة هي المسئولة عن تصحيح أى تجاوزات قد تحدث .
4- بعد تنفيذ القرار الفيدرالي اتضح للشعب الإرتري كله أن الخطة الأثيوبية كانت ترمى ألي عدم الاعتراف لما ورد في مواد القانون الفيدرالي . وحين اعترض السيد تدلا بايرو كأول رئيس للحكومة الإرترية علي تدخلات أثيوبيا في شئون إرتريا الداخلية باستيلائها علي موارد الضرائب الجمركية ونقضها لكثير من البنود الفيدرالية ما كان من إثيوبيا إلا أن عزلته من رئاسة الحكومة الإرترية واستبدلته بعميلها الذليل اسفها ولدي ميكائيل الذي نفذ كل رغبات أثيوبيا حرفيا بالتعاون مع عملاء آخرين حتى أعلن في 14 نوفمبر 1962م بعودة إرتريا إلي أمها أثيوبيا لتكون المقاطعة الرابعة عشرة . وكان للسيد تدلا بايرو الشرف للانضمام الى الثورة الإرترية في فترة مبكرة رغم تعيينه عضوا في مجلس النواب أو سفيرا لأثيوبيا في السويد .
5- من مسلمات التجربة الإرترية بعد مضى أكثر من نصف قرن من الزمان ، أن الحل الأمثل لحل التناقضات الداخلية للشعب الإرتري ولإيجاد الاستقرار في إرتريا ، يأتى بإقرار الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والحرية الفكرية وقبول تداول السلطة من خلال التعددية السياسية في إرتريا. ونحن علي أمل في ظل التحالف الوطني الإرتري الذي تبنى هذه المبادئ ، أن تحقق وحدة الشعب الإرتري ليهنأ بالحرية والديمقراطية والحب والسلام في إرتريا المستقبل
وقبل أن تغادر لجنة التحقيق الرباعية مقر الأمم المتحدة بنيويورك لمباشرة مهامها في إرتريا وردت الادعاءات التالية إلى الأمم المتحدة :
1/ طالب مندوب مصر في الأمم المتحدة إلحاق إرتريا إلى الحكم المصري الإنجليزي في السودان باعتبار آن مصوع وإرتريا آلت إلى الخديوية المصرية من الحكم العثماني قبل احتلال إيطاليا لإرتريا عام 1885م .
2/ طالب مندوب إثيوبيا بضم إرتريا إلى إثيوبيا بعد زوال احتلال إيطاليا الغادر لها ولاعتبار ان إرتريا جزء لا يتجزء من إثيوبيا منذ القدم واستدل علي ذلك بشهادة البعثة البرتغالية التي وصلت إلى إثيوبيا في القرن السادس عشر والتي صرحت (( أن العرب يحتلون الجزيرة المواجهة لمصوع ( دهلك ) ولكن الشواطئ الساحلية والداخل يسيطر عليها إمبراطور ( إثيوبيا ) .
3/ طالب مندوب إيطاليا بان يعطوا الوصاية علي مستعمراتهم في إفريقيا لأنهم أحق بها من غيرهم .
وأرجئت كل الإدعاءت ومضت اللجنة الرباعية في مهامها ومكثت في إرتريا الفترة من 12/ نوفمبر/ 1947م إلى 3 / يناير /1948م . وتباينت مقترحات لجان التحقيق الرباعية نتيجة لاطماع كل منها ، فقدمت في يونيو/ 1948م إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة المقترحات التالية :
أ. قدم مندوب بريطانيا تقسيم إرتريا بين السودان وإثيوبيا .
ب.قدم مندوب الاتحاد السوفيتي أن تكون إرتريا تحت وصاية دولية أو جماعية
ج.قدم مندوب فرنسا أن تكون إرتريا تحت الوصاية الإيطالية .
د. أيد مندوب أمريكا الاقتراح الفرنسي ثم سحب اقتراحه في الجلسة .
وبعد مناقشة المقترحات الواردة قررت الجمعية العامة سماع آراء الأحزاب السياسية في إرتريا بدءا من 20/4/1949م و أعيد ملف القضية الإرترية إلى أروقة الأمم المتحدة في 15/ سبتمبر /1949م .
المشاريع التي قدمت بشان إرتريا
خلال الدورة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة
أ/ في 3/5/1949م قدم مشروع بيفن – سفورزا وزيرا خارجية بريطانيا وإيطاليا
يقترح
1. أن تعطي إيطاليا الوصايا علي الصومال الإيطالي ومدينة طرابلس بليبيا.
2. أن تعطي فرنسا الوصاية علي فزان بليبيا .
3. أن تعطي بريطانيا الوصايا علي برقة بليبيا .
4. أن تقسم إرتريا بين السودان وأثيوبيا.
ب/ في 11/10/1949م قدمت إلي الجمعية المشاريع التالية :
1. مشروع باكستاني يقضي بمنح إرتريا استقلالها بعد ثلاثة سنوات مع إعطاء أثيوبيا منفذا علي البحر عن طريق عصب
2. مشروع سوفيتي يقضي بمنح إرتريا استقلالها بعد خمس سنوات تكون خلالها تحت وصاية الأمم المتحدة
3. مشروع أمريكي يقضي بضم المقاطعة الغربية إلى السودان وضم المرتفعات الوسطي وسواحل البحر بما فيها مصوع إلى إثيوبيا
ولما لم تتفق الجمعية العامة علي أي مشروع من المشاريع المذكورة أعلاه قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 21/11/1949م تشكيل لجنة خماسية من مندوبي :
بورما واتحاد جنوب افريقيا وباكستان وغواتيمالا والنرويج وأعطيت للجنة الموجهات التالية :
1-أن تأخذ اللجنة في الاعتبار رغبات سكان إرتريا ومصالحهم .
2- أن تأخذ اللجنة في الاعتبار مصلحة السلم والأمن في شرق افريقيا
3-أن تأخذ اللجنة في الاعتبار حقوق الحكومة الأثيوبية المبنية علي أسس عرقية وجغرافية وتاريخية .
4-أن تأخذ اللجنة في الاعتبار المقترحات الواردة في الدورة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة في 20/9/1949م
وبعد أن قضت لجنة التحقيق الخماسية في إرتريا الفترة من 14/2/1950م إلى 6/4/1950 واختلفت أراء اللجنة كما اختلفت اللجنة الرباعية .
وتقدمت اللجنة بالتوصيات التالية :
1. أوصى ممثل بورما واتحاد جنوب افريقيا بربط إرتريا باتحاد فيدرالي مع أثيوبيا تحت التاج البريطاني
2. أوصى ممثل باكستان و غواتيمالا باستقلال إرتريا الكامل بعد فترة تحديد الجمعية العامة للأمم المتحدة
3. أوصى ممثل النرويج بضم إرتريا إلى إثيوبيا
وبعد مناقشة توصيات اللجنة الخماسية وخمس مشاريع أخرى بشأن القضية الإرترية تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرار رقم 390/ أ / 5 في 2 / ديسمبر / 1950م بربط إرتريا باتحاد فيدرالي مع إثيوبيا و تم تنفيذه في 5/ سبتمبر / 1952م تحت إشراف مندوب الأمم المتحدة الدكتور / انزي ماتينزو من بوليفيا .
أما في كيفية قيام الأحزاب السياسية في إرتريا وقد بدأت بدعوى قام بها بعض المثقفين الإرتريين لمناقشة الأوضاع في إرتريا اثر الدعايات المكثفة التي قامت بها القوات البريطانية قبل و أثناء الحرب العالمية الثانية بوعود استقلال إرتريا إذا تعاون الشعب الإرتري والمجندون في الجيش الإيطالي مع قوات الحلفاء
وقد عقد أول لقاء لدراسة الأوضاع في إرتريا في بيت قرقيس بضواحي اسمرا في عام1938 م تم عقد اجتماع موسع في عام 1942م وفيه تم تكوين جمعية حب الوطن أو ( محبر فقري هقر ) برئاسة المواطن قبر مسقل ولدو . وكانت الجمعية تهدف إلى تحرير إرتريا من الاستعمار الإيطالي وقد اشترك في تأسيس الجمعية عدد كبير من مسلمين ومسيحيين علي حد سواء .ولكن جاء التباين حين طرح تحديد مبادئ الجمعية ولوائحها من اجتماعات لاحقة إذ تبين ان المقصود من الوطن في نظرة بعض المؤسسين كان يعني إثيوبيا وليس إرتريا مما أدي هذا التفسير إلى انفضاض عدد كبير من المؤيدين لفكرة تحرير إرتريا واستقلالها لتنحصر الجمعية علي المؤيدين لفكرة ضم إرتريا إلى إثيوبيا وقد انصهرت جمعية حب الوطن فيما بعد في الحزب الاتحادي مع إثيوبيا والتشكيلات الحزبية في إرتريا لم تظهر إلا فيما بعد تنازل إيطاليا عن مستعمراتها في افريقيا لدول الحلفاء وفيما يلي نذكر الأحزاب السياسية التي ظهرت في فترة تقرير المصير بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية في عام 1945م :
أولا : حزب الرابطة الإسلامية :
تأسست الرابطة الإسلامية في حشد جماهيري كبير بكرن في 4/ ديسمبر 1946م حضره علماء واعيان ومشايخ ونظار القبائل المسلمة من كل المناطق الإرترية وقد تم اختيار السيد بكري بن السيد عثمان الميرغني رئيسا للرابطة الإسلامية وإبراهيم سلطان سكرتير ا لها وكان المؤتمر تظاهرة لم يسبق لها مثيل في إرتريا أما تسمية الرابطة الإسلامية فجاءت من التجربة الباكستانية التي أطلقت هذا الاسم لتميز المسلمين عن الهندوس والأجناس الأخرى في فترة انفصال باكستان عن الهند بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية .
وقد أسست الرابطة الإسلامية مقرات لها في اغلب المدن الإرترية تمارس فيه أنشطتها السياسية والدينية .
أهداف الرابطة الإسلامية :
1. المطالبة باستقلال إرتريا الفوري ن وإذا تعذر ذلك المطالبة بالوصاية البريطانية لمدة عشر سنوات يأتي بعده الاستقلال الكامل لإرتريا . ولكن حين غيرت الإدارة البريطانية رؤيتها نحو تأييد ضم إرتريا إلى إثيوبيا بعد فشل مشروع بيفن – سفورزا – ( المذكور تبنت الرابطة الإسلامية الاستقلال الفوري لإرتريا .
2. معارضة الوحدة مع إثيوبيا أو أي شكل من أشكال الوحدة معها
3. معارضة تقسيم إرتريا بين السودان وإثيوبيا .
أنشطتها السياسية في الإطار المحلي :
1. كونت الرابطة الإسلامية شباب الرابطة في كل مدينة كنماذج لشباب المستقبل تميز بملابسه وعممه البيضاء ، يجوب شوارع المدينة في استعراضات عسكرية أبهرت المشاهدين بأناشيدهم الوطنية والدينية التي تدعو إلى الاستقلال الوطني والتحلي بالأخلاق الفاضلة . وكان لشباب الرابطة الإسلامية دور مؤثر لشحذ الهمم ورفع المعنويات لدي المسلمين .
2. انفتحت الرابطة الإسلامية علي كل الأحزاب المعارضة للوحدة مع إثيوبيا و أوجدت معها قواسم مشتركة للتعاون ، مما ساعد ذلك في الفترات اللاحقة علي تشكيل الكتلة الاستقلالية
3. استضاف حزب الرابطة الإسلامية في مقراته اسمرا وكرن عددا من المفكرين من العالم العربي والإسلامي بهدف توعية وتعبئة المسلمين من اجل تحقيق الاستقلال والحفاظ علي الخلق الحميدة للمسلمين في إرتريا .
4. أرسل حزب الرابطة بعثات تعليمية إلى مصر ولبنان والسودان وإيطاليا ن كما افتتح عددا من المدارس والمعاهد والخلاوي في المدن الكبرى .
5. قامت قيادة حزب الرابطة الإسلامية بزيارات استطلاعية إلى السودان ومصر والمملكة العربية السعودية لتوضيح أهداف الرابطة ومبادئها وطلب الدعم لها لتحقيق الاستقلال
العقبات التي واجهت الرابطة الإسلامية :
1. بالرغم من الزخم الجماهيري المؤيد لحزب الرابطة الإسلامية والتأييد المطلق له من قطاعات شعبية في كل المناطق الإرترية ، إلا انه كان يفتقد برنامجا سياسياً يواكب تطورات الأحداث السياسية في إرتريا والمؤامرات المحلية والدولية التي تحاك ضد استقلال إرتريا ولم تتبين لزعماء الرابطة خطورة تلك المؤامرات إلا بعد أن ظهرت موازين القوى الدولية تميل لصالح إثيوبيا في نهاية الأربعينيات من القرن الماضي وكان لضغوط بعض الدول الكبرى وعلي رأسها بريطانيا وأمريكيا اثر ا بالغا لطمس القضية الإرترية في أروقة الأمم المتحدة بعد أن تعاطفت مع استقلال إرتريا دولا كثيرة علي رأسها الاتحاد السوفيتي .
2. وقد سعي حزب الرابطة الإسلامية إلى تشكيل الكتلة الاستقلالية من حزب الرابطة الإسلامية والحزب التقدمي الحر والحزب الموالي لإيطاليا وذلك لمقاومة مشروع دمج إرتريا إلى إثيوبيا ولكن تكوين الكتلة الاستقلالية أدى إلى انشقاق حزب الرابطة الإسلامية والحزب التقدمي الحر ، ويعود ذلك إلى الأحقاد الشخصية وكراهيتهم للشيخ إبراهيم سلطان الذي اتهموه بأنه متواطئ مع إيطاليا ويعمل لصالح القبيلة والشهرة .
3. انشقت من الرابطة ، الرابطة الإسلامية للمديرية الغربية بقيادة الشيخ / علي رداّى مطالبة بانضمام المديرية الغربية إلى السودان ولما فشل مشروع التقسيم تبنت الرابطة الإسلامية للمديرية الغربية استقلال المديرية بعد فترة وصاية بريطانية ، ولما لم يجد ذلك أي تأييد أبدت الرابطة الإسلامية للمديرية الغربية الوحدة مع إثيوبيا المشروطة .
4. أما الرابطة الإسلامية المستقلة أو الحزب الإسلامي المستقل لمصوع انشقت بقيادة الشيخين راضي وحمودي من الرابطة الإسلامية الأم أبدت الوحدة مع إثيوبيا المشروطة .
5. أما الحزب التقدمي الحر انشقت عنه بعض العناصر البارزة ، التحق بعضها إلى الحزب الاتحادي والبعض الآخر جمد نشاطه خوفاً من بطش العصابات الإرهابية الموالية للحزب الاتحادي وكانت وراء هذه الإنشقاقات الإدارة البريطانية والحكومة الأثيوبية اللتان استخدمتا وسائل التهديد والإغراء لضعفاء النفوس في الحزبين وبجانب تأثير الإدارة البريطانية والحكومة الإثيوبية في إحداث شرخ في جسم الرابطة الإسلامية ، فإن حزب الرابطة نفسه كان مهيأ للانشطار من الداخل بسبب السياسات التي تنتهجها الرابطة الإسلامية دون تقييم لما يترتب علي ذلك من عواقب . ونضرب بهذا الخصوص ثلاثة أمثلة :
أحدها : أن السيد بكري رئيس الرابطة الإسلامية وراعيها والأب الروحي لها همش من دوره كرئيس ، و أصبحت رئاسته رئاسة شرف لكسب السواد الأعظم من المسلمين . وادى ذلك إلى تجمده أولا ثم التحاقه إلى الحزب الاتحادي ثانياً .
ثانيها : لم تكن هناك حوجة لنبش التركيبة الاجتماعية لبعض القبائل في المديرية في تلك الظروف السياسية الدقيقة ، وذلك بتحريض بعض الفئات علي الفئات الأخرى ( تقري ضد شماقلي ) . وانتقاص شأن السادة في المجتمع هذا بالإضافة إلى أن الإدارة البريطانية انتهزت ذلك وطالبت الأفراد بتحديد الانتماءات العرقية تحت حجة تحديد الرسوم علي كل قبيلة مما كان له الأثر السيئ في وحدة القبائل في كل المناطق .
ثالثها :
لم يكن لحزب الرابطة الإسلامية مرجعية لاتخاذ القرار ، إذ كانت أغلب القرارات يتم تنفيذها بمبادرة من سكرتير الرابطة الإسلامية وبعض المقربين إليه .
رؤية حزب الرابطة الإسلامية في مجال الإعلام الخارجي :
قبل مثول وفد الرابطة الإسلامية أمام اللجنة السياسية للأمم المتحدة اتصل الوفد المكون من الشيخ / إبراهيم سلطان رئيساً وعضوية السيد محمد عثمان حيوتي والحاج إبر أهيم محمد علي اتصلوا في القاهرة بالدكتور / عبد الرحمن عزام الأمين العام للجامعة العربية وطالبوه بان تتبنى الجامعة العربية والأقطار الإسلامية القضية الإرترية في الأمم المتحدة ، وقد وعدهم الأمين العام للجامعة العربية بالدفاع عن القضية الإرترية وفي 20/ إبريل / 1949م أدلي وفد رئيس الرابطة الإسلامية أمام اللجنة السياسية بالمعلومات التالية :
أن منظمته السياسية التي يمثلها تدافع عن مصالح المسلمين أو أغلبية السكان الذين يبلغ تعدادهم 2,250,000 نسمة حسب إحصائية اللجنة الرباعية ويبلغ تعداد المسلمين 75% من مجموع السكان وان إرتريا بالرغم من أنها حكمت بدول مختلفة لقرون إلا أنها لم تكن علي الإطلاق جزءا من إثيوبيا ، وإذا نفذ اقتراح ضم إرتريا إلى إثيوبيا سيكون ذلك مناوئا لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة . ومن ناحية أخري فإن لإثيوبيا مصلحة كبيرة لاستخدام ميناء جيبوتي القريب منها بدلاً من استيراد بضائعها من مصوع أو عصب . وإن الرابطة الإسلامية ترفض بشدة ضم إرتريا إلى إثيوبيا ، كما ترفض ذلك أربعة أحزاب سياسية في إرتريا وإن الرغبة في استقلال إرتريا هو رغبة 80% من السكان مسلمين ومسيحيين . وقال وإذا تحقق لإرتريا الاستقلال فإن حزب الرابطة الإسلامية سوف يقيم علاقات ودية مع جيرانه وسوف يعطي كل الضمانات للجاليات المقيمة في إرتريا .
وقال رداً علي استفسار ممثل إثيوبيا في الأمم المتحدة علي عدد المسلمين في المقاطعات الإرترية .
أورد الشيخ إبراهيم سلطان المعلومات التالية :
*عدد المسلمين في كرن وضواحيها يبلغ 188640
عدد المسلمين في اغردات وضواحيها يبلغ 87575
عدد المسلمين في تسني وضواحيها يبلغ 464445
عدد المسلمين في بارنتو وضواحيها يبلغ 46000
عدد المسلمين في عدي قيح وقري وضواحيها يبلغ 27850
عدد المسلمين في مصوع وضواحيها يبلغ 165000
عدد المسلمين في عدي خالا وضواحيها يبلغ 016540
عدد المسلمين في شمال دنكاليا وضواحيها يبلغ 110000
عدد المسلمين في جنوب دنكاليا وضواحيها يبلغ 28000
عدد المسلمين في اسمرا وضواحيها يبلغ 67370
كما قال ردا علي ما يفضله إذا أصبحت إرتريا تحت الوصايا قال أنه يفضل أن تكون تحت وصاية الأمم المتحدة .
ثانياً : الحزب الموالي لإيطاليا :
تأسس في سبتمبر عام 1947 م رئيس الحزب بلاتة محمد عبد الله وكان برنامج الحزب :-
1- يدعو الى وحدة إرتريا .
2- يطالب بوضع إرتريا تحت الوصاية الإيطالية ثم الاستقلال .
وقال بلاتة محمد عبد الله أمام اللجنة السياسية للأمم المتحدة في إبريل 1949م ((أن حزبه يرغب في منح إرتريا الاستقلال بعد فترة معقولة من الوصاية الإيطالية )) وقال في نظره لا تستطيع البلاد في الوقت الحاضر أن تمارس الاستقلال لأنها تحتاج إلى فترة انتقالية بمساعدة إحدى الدول الأوروبية . وفي رأيه أن إيطاليا أكثر تأهيلا للقيام بتلك المهمة الصعبة وذلك للأسباب التالية :-
1- أن اللغة الإيطالية هي اللغة الأوروبية الوحيدة المستخدمة حتى الآن في إرتريا مما يسر استخدامها في التعليم و إدارة الدولة .
2- والإلمام باللغة الإيطالية يساعد الى سهولة التعامل بين الدولة والشعب
3- إن الشعب الإيطالي سوف يساهم في تطوير إرتريا السريع في ظل الوصاية الإيطالية
4- مشروع ضم إرتريا الى إثيوبيا غير مقبول بسبب الخصومات العنصرية التى تفصل بين الشعبين الإرتري والإثيوبي .
5- مشروع تقسيم إرتريا مرفوض لأنه يقضى علي كيان سياسي واجتماعي واقتصادي مترابط لقرابة ستين عاما .
وقال ردا علي أن حزبه لا يمثل إلا 5% أجاب بلاته محمد عبد الله بان تعداد عضوية حزبه تزيد علي أربع مائه آلف عضو ، والطعن الوارد من الحزب الاتحادي ما هو ألا كذب وافتراء ، كما أكد إن حزبه لا يشمل الإيطاليين وان عضوية الحزب كلهم إرتريون .
ثالثا – الحزب الإسلامي المستقل لمصوع :-
التأسيس أبريل 1947 مقره مصوع
عضويته : تتكون من العناصر المنشقة من الرابطة الإسلامية
رآسة الحزب : يرأس الحزب الشيخان راضى وحمودى
برنامج الحزب :
1- يدعو الى وحدة كل الإرتريين
2- الوصاية البريطانية لمدة عشر سنوات ثم الاستقلال الكامل لإرتريا
أسباب انشقاق الحزب من الرابطة الإسلامية :
قال الشيخ راضى أمام اللجنة السياسية للأمم المتحدة في مايو 1949 أن الظروف السياسية والأحوال الاقتصادية الناتجة من الحرب العالمية وهزيمة الفاشيست حفزت الإرتريين أن يشكلوا في 5مايو1941م حزبا سياسيا واجتماعيا يدعو الى وحدة إرتريا مع إثيوبيا ، وقد اجتمع زعماء إرتريا ورؤساؤها في اسمرا ورفعوا مذكرة الى صاحب الجلالة الإمبراطور هيلي سلاسى يلتمسون فيها أن يدافع جلالته عن أماني إرتريا الوطنية بإدماج البلاد الى أثيوبيا وحين تنازلت إيطاليا عن مستعمراتها في أفريقيا لدول الحلفاء عقد الزعماء والرؤساء سلسلة من الاجتماعات ورفعوا مذكرة ثانية الى الحكومة الإثيوبية يؤيدون فيها وحدة إرتريا مع إثيوبيا مع حماية الحقوق الإنسانية والتقاليد الإسلامية لشعب إرتريا . و أضاف الشيخ حمودى قائلا غير أن القطاع المسيحي في الحزب لم يوافق علي تلك الشروط وأصر علي وحده غير المشروطة . وكان هذا هو السبب في تكوين الرابطة الإسلامية برآسة الشيخ إبراهيم سلطان . وأن السبب الأساسي في الانشقاق من الرابطة أن حزب الرابطة الإسلامية دخل مع الأحزاب الموالية لإيطاليا في الكتلة الاستقلالية ، مما دفعنا أن نكون الرابطة الإسلامية المستقلة لمصوع تمييزا لها عن الرابطة الإسلامية الأم التى اندمجت مع الأحزاب الموالية لإيطاليا.
وحدد الشيخ حمودى هدف حزب الرابطة المستقلة لمصوع قائلا:-
1- أن الرابطة الإسلامية المستقلة تطالب الوحدة مع إثيوبيا علي أساس المساواة في الحقوق والواجبات والاعتراف باللغة العربية والحقوق الشخصية للمسلمين مع الضمانات اللازمة لحمايتهم .
2- وأن حزب الرابطة المستقل ليس حزبا جديدا ، لان معظم أعضائه من الذين انفصلوا من الرابطة الإسلامية .
أضاف الشيخ راضى أن عضوية حزبهم تمتد الى اسمرا واكلى قزاى بجانب عضويتهم في مصوع و دنكاليا
رابعا – الرابطة الإيطالية الإرترية :-
تأسيسها غير معروف : مسئولها : فلبوكشاني
وتضم الرابطة في عضويتها :-
1-الإيطاليون الذين ولدوا في إرتريا من أم إرترية .
2-أو الذين عاشوا في إرتريا لمدة طويلة .
وتطالب الرابطة بالاستقلال الفوري لإرتريا تحت حماية إحدى الدول الكبرى .
وقال في 3مايو1949م أمام اللجنة السياسية كممثل للرابطة الإيطالية الإرترية (( أن الأحزاب السياسية في إرتريا قد أجمعت رأيها علي دعم تكامل إرتريا الإقليمي داخل الحدود الجغرافية القائمة وأن حزبه يؤيد وضع إرتريا تحت الوصاية الإيطالية كخطوة علي طريق الاستقلال الكامل
خامسا- الحزب التقدمي الحر :-
تأسس في 18فبراير1947م يرأسه رأس تسما ابرهه
مقره: عدى قيح .
يشترك في قيادة الحزب مع رأس تسما الزعماء المسيحيون في مقاطعات اكلى قزاى وسراي من الذين يرغبون في استقلال إرتريا مع ضم منطقة تجراي الى إرتريا .
نشاط الحزب :
انحصر نشاط الحزب في المقاطعات التي يتواجد فيها الزعماء المسيحيون سواء في اكلى قوزاى أو سراي
برنامج الحزب :
1-الاستقلال التدريجي تحت وصاية الأمم المتحدة
2-يعارض الوحدة مع إثيوبيا
3-يدعو لوحدة كل الإرتريين
((لم يمثل ممثل الحزب أمام اللجنة السياسية بنيويورك ))
سادسا / رابطة المحاربين القدماء الإرترية:-
تأسست في أبريل 1947م ومقرها اسمرا
وتتألف الرابطة من الجنود الإرتريين السابقين في الجيش الإيطالي وتطالب الرابطة بالوصاية الإيطالية ثم الاستقلال، ولم يعرف لها مسئول ولم تمثل أمام اللجنة السياسية للأمم المتحدة
سابعا – اللجنة الممثلة للإيطاليين :-
مقرها : اسمرا ، لم يعرف تاريخ تأسيسها كما لم يعرف مسئولها
أهدافها :
1- رعاية الإيطاليين في إرتريا والدفاع عن حقوقهم
2- تؤيد الاستقلال الكامل لإرتريا .
ثامنا – ممثلو الأحزاب الإيطالية في إرتريا :-
كان لكل الأحزاب السياسية في إيطاليا مشروعا موحدا ينص علي الوصاية الإيطالية ثم الاستقلال الكامل لإرتريا مع اختلافات بسيطة بينهم والأحزاب هي :-
1- الحزب الشيوعي الإيطالي 2- الحزب الاشتراكي الإيطالي
3- الحزب الديمقراطي الإيطالي 4- حزب العمل الديمقراطي
5- حزب العمال الديمقراطي 6- حزب العمال الاشتراكي
الأحزاب المذكورة آنفا كلها تؤيد الاستقلال ماعدا الحزبان اللذان انشقا من الرابطة الإسلامية فهما يؤيدان وحدة إرتريا المشروطة مع إثيوبيا .
تاسعا – حزب الوحدة الإثيوبية ، أو الاتحادي مع إثيوبيا ( الاندنت) :-
1-تأسيس الحزب في 5مايو1941م ومقره اسمرا برئاسة تدلا بايرو ولم يتخذ الحزب شكلا منظمإ إلا بعد عام 1946م
2-أهداف الحزب :
أ/ الوحدة مع إثيوبيا غير المشروطة
ب/ معارضة عودة الحكم الإيطالي أو الوصاية الإيطالية
ج/ رفض أي وصايا أجنبية أخري
3- الجهات التى دعمت الحزب وأيدته :
أ/ دعمته الحكومة الإثيوبية بدعم مالي كبير عن طريق القنصلية الأثيوبية بأسمرا كما قامت بتوجيه سياسات الحزب ووسائله المختلفة من اجل تحقيق الأهداف المرجوة ومن تلك الوسائل
:- 1- دعم العصابات الإرهابية المعروفة آن ذاك بالشفتا بالسلاح وتحديد مقرات لها للجوء إليها في الحدود الإثيوبية الإرترية قرب تجراي .
2-وجهت كل الكنائس في إرتريا وعلي رأسها أبونا مرقوص بطريك الكنيسة الأرثوذكسية ( توهدو) . وكان له دور فعال في توجيه رجال الدين المسيحي في إرتريا لصالح مشروع ضم إرتريا إلى إثيوبيا الأم .
ب/وجد الحزب تأييدا كبيراً من الأغلبية المسيحية في إرتريا وتأييدا من بعض شخصيات بارزة من المسلمين من ذوي الأطماع أو الأحقاد الشخصية.
4- نشاطات الحزب في الإطار المحلي :-
أ/ كان الحزب يمارس عملا سياسيا من خلال ندوات دورية في دار الحزب في اسمرا ، ومقراته في مدن وقري المرتفعات الإرترية
ب/قام الأساقفة في الكنائس بحث المسيحيين في أيام الأعياد والمناسبات المختلفة لتأييد الحزب ودعمه بالمال وفي بعض اللقاءات كان القساوسة يهددون من لم يلتحق بالحزب الاتحادي أو يعترض سبيله بحرمانه من تعميد أبنائه أو عقد القران له أولأ قاربه أو إقامة القداس علي موتاهم .
ج/كانت العمليات الإرهابية والقتل عن طريق العصابات المسلحة أنجح الوسائل للتخلص من المعارضين للحزب أو إجبارهم لتأييد الحزب الاتحادي كما كانت هذه العصابات تقوم بالقتل والإغارة علي مزارع الإيطاليين ومتاجرهم ونواديهم وتخريب أو تدمير مناجم الذهب الخاصة بالشركات والأفراد وقد أسفرت تلك الحوادث عن مقتل 21 شخصا من رجالات الرابطة الإسلامية وعدد 6 من الإيطاليين علاوة علي أعداد كبيرة من الجرحى وكانت عصابات الشفتا تترك في أماكن عملياتها خطابات تهديد لكل من يعارض سبيلها أو من يحاول إفشال الوحدة الإرترية الإثيوبية . ولم تكن الإدارة البريطانية حريصة علي تعقب الشفتا أو القيام بإجراءات أمنية تحد من خطرهم وكان شعار العصابات الإرهابية (( اندنت )) الوحدة أو الموت .
ويقول الدكتور السيد رجب حراز في معرض تناوله للقضية الإرترية في فترة تقرير المصير (( إن حركة اندنت لم تكن ترتبط بالقانون بل اتخذت مثلها الأعلى نجاح الحركة الإرهابية في فلسطين و إقامة دولة إسرائيل ، ونجاح حركة المقاومة الإندونيسية والأثيوبية اللتان قاومتا المستعمرين حتى حققتا التحرير لبلديهما .
ويقول ترفاسكس الكاتب البريطاني المعروف (( أن الحركة الإرهابية في إرتريا أنشئت لجذب انتباه الدول الكبرى عند تداولها للقضية الإرترية والتأثير عليهم وعلي الرأي العام العالمي بإظهار قوة الاتحاديين وتصميمهم علي تحقيق أهدافهم بكل الوسائل المشروعة وغيرها .
4/ رؤية الحزب السياسية :
مثل أمام اللجنة السياسية للأمم المتحدة ممثل الحزب الاتحادي السيد تدلا بايرو فى 26 / أبريل /1949م وقال (( إن حزبه أقدم حركة سياسية في إرتريا إذ تأسس في 5/مايو /1941م وأن حزبه يعارض بشدة عودة الحكم الإيطالي إلى إرتريا وإن حزبه يعمل لتحقيق أماني الشعب الإرتري بأجمعه ويتمتع حزبه بعضوية تزيد علي 700,000 مواطن و أضاف قائلاً إن إرتريا كانت تؤلف أهم أجزاء لإثيوبيا لآلاف السنين وأن المقاطعات الثلاث الوسطي ( اكلي قزاي وسراي وحماسين تشتمل علي 56% من السكان في إرتريا وأن الحزب الاتحادي ليس مقصوراً علي المسيحيين وانما يشمل عددا من المسلمين البارزين ، في حين أن الرابطة الإسلامية لا تمثل رغبات أغلبية الشعب الإرتري ، وقال أيضا إن الاتهامات الموجهة إلى الحزب الاتحادي من أعمال الإرهاب و الاغتيالات لا أساس لها من الصحة ، وأن لإرتريا مصالح اقتصادية بجانب روابطها العرقية واللغوية والدينية مع أثيوبيا ، فأثيوبيا تصدر إلى إرتريا الحبوب : ( الطاف – القمح – الذرة ) الذي يعتبر الغذاء الرئيسي للشعب الإرتري كما أن الأراضي الأثيوبية في تجراي وقندر تعتبر مراعي آمنة لمواشي الإرتريين في المنطقة الغربية ، وأن المسلمين في الحزب الاتحادي يمثلون الثلث .
ثم بدا بالهجوم علي الأحزاب الإرترية المعارضة للوحدة مع أثيوبية فقال :-
1-إن الكتلة الاستقلالية تكونت في مايو عام 1949م بإيعاز من إيطاليا ودعم منها أملا في سيطرة الإيطاليين الذين يعيشون في إرتريا علي إدارة الدولة المستقلة وأملا أن يسمحوا للإيطاليين بالهجرة إلي إرتريا علي نطاق واسع وذلك بعد فشل مشروع بسفن – سفورزا
2-أما رابطة المثقفين الإرتريين لا يتجاوز عددهم عن 145 شخصا وليس من بينهم من يحمل دبلومات في أي مجالات العلم
3-وأن ادعاء الحزب الموالي لإيطالية ورابطة المحاربين القدماء والرابطة الإيطالية بتمثيلهم كل الإرتريين هو ادعاء كاذب والعكس هو الصحيح إذ لا تمثل هذه الأحزاب آلا فئات محدودة .
4-وأما الحزب التقدمي الحر لا يمثل إلا مجموعة ضئيلة من سكان الهضبة لا يتجاوز عددها عن 20000 شخصا
الخاتمة:-
بعد تقسيمنا للظروف السياسية والعلاقات الاجتماعية للشعب الإرتري والأطماع المحلية والدولية التي كانت تحاك لتصفية القضية الإرترية لصالح القوى الاستعمارية الكبرى والمتحالفين معها في المجال المحلي في نهاية الأربعينات من القرن العشرين نخلص إلى :-
1- أ ن أغلبية الشعب الإرتري المطالب للاستقلال وضع أمام أحد الخيارين هي : خيار تقسيم إرتريا بين السودان وأثيوبيا ، وخيار ضم إرتريا الى أثيوبيا . أما خيار الاستقلال فأنه اجهد بأحداث الانشطارات الداخلية في الأحزاب السياسية التي شكلت الكتلة الاستقلالية حتى تخضع رغم أنفها لأي حلول تفرضها الدول الكبرى .
2- أن اللجنتين الرباعية أو الخماسية اعتمدت في تقصيها عن الحقائق في أرتريا علي مصادر الإدارة البريطانية والموظفين العاملين معها أو عن المؤسسات الاستعمارية القديمة القائمة أو آراء الدول التى كان لها أطماع في إرتريا مثل أثيوبيا وإيطاليا ومصر ، مما جعل توصيات اللجنتين تخضعان لأهواء مصالح الدول الكبرى. كما أن توصيات اللجنة الخماسية لم تأخذ في الاعتبار رغبات وآراء أغلبية الشعب الإرتري المطالب للاستقلال ، وإنما اكتفت بمشاهدة التجمعات المؤيدة للاستقلال أو الانضمام إلي أثيوبيا
3- إن قرار الاتحاد الفيدرالي بين إرتريا وأثيوبيا كان حلا وسطا بين رغبات دعاة الاستقلال ودعاة الوحدة مع أثيوبيا . ولكن في الحقيقة الأمر كان إشارة خفية من بعض الدول الكبرى إلى أثيوبيا لتتحين الفرص لابتلاع إرتريا ، لانه اسقط تشكيل الحكومة الفدرالية من الدولتين بالتساوى واكتفى بالنص عليه في الورق ، كما لم ينص علي المرجعية التى طلبتها الرابطة الإسلامية في حالة نقض أي بند من بنود الاتحاد الفدرالي أن تكون الأمم المتحدة هي المسئولة عن تصحيح أى تجاوزات قد تحدث .
4- بعد تنفيذ القرار الفيدرالي اتضح للشعب الإرتري كله أن الخطة الأثيوبية كانت ترمى ألي عدم الاعتراف لما ورد في مواد القانون الفيدرالي . وحين اعترض السيد تدلا بايرو كأول رئيس للحكومة الإرترية علي تدخلات أثيوبيا في شئون إرتريا الداخلية باستيلائها علي موارد الضرائب الجمركية ونقضها لكثير من البنود الفيدرالية ما كان من إثيوبيا إلا أن عزلته من رئاسة الحكومة الإرترية واستبدلته بعميلها الذليل اسفها ولدي ميكائيل الذي نفذ كل رغبات أثيوبيا حرفيا بالتعاون مع عملاء آخرين حتى أعلن في 14 نوفمبر 1962م بعودة إرتريا إلي أمها أثيوبيا لتكون المقاطعة الرابعة عشرة . وكان للسيد تدلا بايرو الشرف للانضمام الى الثورة الإرترية في فترة مبكرة رغم تعيينه عضوا في مجلس النواب أو سفيرا لأثيوبيا في السويد .
5- من مسلمات التجربة الإرترية بعد مضى أكثر من نصف قرن من الزمان ، أن الحل الأمثل لحل التناقضات الداخلية للشعب الإرتري ولإيجاد الاستقرار في إرتريا ، يأتى بإقرار الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والحرية الفكرية وقبول تداول السلطة من خلال التعددية السياسية في إرتريا. ونحن علي أمل في ظل التحالف الوطني الإرتري الذي تبنى هذه المبادئ ، أن تحقق وحدة الشعب الإرتري ليهنأ بالحرية والديمقراطية والحب والسلام في إرتريا المستقبل
انتهى
أعدد الدراسة محمد إسماعيل عبده ديسمبر 2002م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق